استعراض فلسفة الزعيم الكردي عبد الله أوجلان وتأثيراتها على مسارات التحول الإقليمي في ندوة متخصصة
تحت عنوان «السلام والمجتمع الديمقراطي.. من فلسفة أوجلان إلى آفاق التحول الإقليمي»، نظمت مكتبة البلد، ندوة ثقافية، وذلك في إطار الجهود العربية للإفراج عن الزعيم الكردي عبدالله أوجلان مؤسس حزب العمال الكردستاني والمسجون منذ عام 1999 في تركيا.

وافتتحت الندوة الكاتبة الصحفية حنان حجاج، مؤكدة أهمية طرح قضايا السلام والتحول الديمقراطي في هذا التوقيت الحرج، مشيرة إلى أن المنطقة تمر بمرحلة فارقة تتطلب إعادة النظر في النماذج الفكرية القادرة على دعم الاستقرار وتعزيز التعايش بين الشعوب.

وأوضحت أن الندوة تهدف إلى فتح نقاش مفتوح حول فلسفة المفكر عبد الله أوجلان، وتحليل تأثيراتها المحتملة على مسارات التحول الإقليمي.


ومن جانبه، أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي إلهامي المليجي، أن فهم التوترات التي تشهدها المنطقة لا يمكن أن يتحقق دون وضع غياب الديمقراطية في صميم التحليل. وقال إن الاستبداد لا ينتج فقط أنظمة مغلقة، بل يصنع مجتمعات هشّة تعجز عن إدارة اختلافاتها وتُحرم من المشاركة السياسية وآليات حلّ النزاعات بالطرق السلمية.
وأوضح أن غياب الديمقراطية يحوّل الخلافات الطبيعية إلى صراعات هوية، ويحول المطالب العادلة إلى ملفات أمنية، بينما تصبح التنمية ترفًا مؤجلًا.
أما السفير يوسف زادة، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، فأشار إلى أن العقلية الديمقراطية تشكل الركيزة الأساسية في الرؤية الأوجلانية، خاصة من خلال نموذج الإدارة الذاتية الذي يقوم على مشاركة المجتمع في إدارة شؤونه عبر آليات شفافة وواضحة.
وقد اتفق المشاركون في الندوة على أن التحول الديمقراطي لم يعد خيارًا ثانويًا في المنطقة، بل بات شرطًا أساسيًا لضمان الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة. وأكدوا أن الأفكار الفلسفية التي تطرح نماذج جديدة للحكم التشاركي، مثل الرؤية الأوجلانية، قد تمثل مدخلًا مهمًا لرسم ملامح مستقبل مختلف لشعوب الشرق الأوسط، قائم على احترام التعددية وترسيخ حقوق المجتمعات في المشاركة وصناعة القرار.
واختتمت الندوة أعمالها وسط دعوات لاستمرار الحوار الفكري وتعميق النقاش حول سبل بناء مجتمعات ديمقراطية قادرة على مواجهة تحديات اللحظة الراهنة وآفاق المستقبل.