طفل يحمل توأمه، تفاصيل جراحة نادرة لرضيع بالشرقية والأطباء: لم نصدق ما شاهدناه (صور)
على سرير صغير داخل غرفة العمليات بأحد المستشفيات بمحافظة الشرقية، وبين أجهزة دقيقة ووجوه يملؤها الترقب، استعد فريق طبي لإنقاذ حياة رضيع لم يتجاوز من عمره 15 يومًا، وُلد يحمل في أحشائه حياة أخرى لم تكتمل جنينًا متكوّنًا داخل جسده في واحدة من أندر الحالات الطبية على مستوى العالم.
وجود تكوين جنيني ممتد من تجويف البطن إلى داخل القفص الصدري
منذ اللحظة الأولى لولادة الطفل «باسم»، لاحظ الأطباء وجود انتفاخ غير طبيعي في البطن، ومع إجراء الفحوصات الدقيقة تبيّن وجود تكوين جنيني ممتد من تجويف البطن إلى داخل القفص الصدري، مرتبط بشكل خطير بالأوعية والشرايين الرئيسية التي تغذي الكلى والكبد.


حالة تُعرف طبيًا باسم Fetus in fetu
وكانت المفاجأة أكبر مما توقع الفريق الطبي؛ فالتكوين لم يكن ورمًا اعتياديًا، بل جنينًا غير مكتمل النموحالة تُعرف طبيًّا باسم Fetus in fetu، وهي حالة تحدث مرة واحدة بين كل مليوني طفل، وتُصنَّف ضمن الأورام التخلُّقية الناتجة عن محاولة فاشلة لتكوين توأم.
استدعاء فريق طبي متخصص من جراحي الأطفال وحديثي الولادة والأعصاب
جرى تجهيز الحالة بأقصى درجات الدقة، وتم إعداد غرفة العمليات بكامل التجهيزات اللازمة، واستدعاء فريق طبي متخصص من جراحي الأطفال وحديثي الولادة والأعصاب والتخدير وطب الأطفال والنساء والولادة،من محافظة الشرقية نظرًا لأن التكوين كان ملاصقًا للشرايين الرئيسية للبطن والكلى، وممتدًا خلف الحجاب الحاجز إلى داخل الصدر، مما جعل أي خطأ بسيط قد يشكل تهديدًا مباشرًا لحياة الرضيع.

كان التكوين الجنينى ملاصقًا للأعضاء الحيوية بطريقة معقدة
وقال الدكتور عبدالرازق يوسف، أستاذ جراحة الأطفال وحديثي الولادة والمشرف على العملية:“عندما رأينا نتيجة الأشعة لم نصدق ما شاهدناه في البداية، فالحالة نادرة للغاية، وكان التكوين الجنينى ملاصقًا للأعضاء الحيوية بطريقة معقدة.
وأضاف يوسف،أصعب ما في الجراحة لم يكن فقط الاستئصال، بل الحفاظ على حياة الرضيع دون المساس بأي عضو حيوي، وهذا ما جعلنا نستعد بدقة شديدة وننسّق بين جميع التخصصات الطبية. الحمد لله أتممنا العملية بنجاح والطفل بحالة مستقرة، واعتبر هذه الحالة من العلامات الفارقة في مسيرتنا الطبية.”


نجحت الجراحة في استئصال التكوين الجنيني بالكامل دون أي ضرر للأعضاء الحيوية
سادت حالة من الصمت داخل غرفة العمليات بينما بدأ الفريق الطبي بالشرقية عملية الاستكشاف الجراحي، وتم التعامل مع الحالة بأقصى درجات الحذر والمهارة. وبفضل الله ثم بمجهود الفريق الطبي، نجحت الجراحة في استئصال التكوين الجنيني بالكامل دون أي ضرر للأعضاء الحيوية، لتتحول لحظة القلق إلى لحظة فرح وامتنان، بعدما خرج الرضيع باسم من العمليات بحالة مستقرة، ليبدأ حياته من جديد بعد أن وُلد مرتين.