فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

الحرب الأهلية الإثيوبية، هكذا تغيرت وجه الحياة في أرض الحبشة للأبد

الحرب الأهلية الإثيوبية،
الحرب الأهلية الإثيوبية، فيتو

في مثل هذا اليوم من عام 1974، اندلعت الحرب الأهلية الإثيوبية، في لحظة كانت فيها الدولة تعيش واحدة من أسوأ أزماتها منذ عقود، حيث سقط الإمبراطور هيلا سيلاسي، الذي حكم البلاد قرابة نصف قرن، والذي ترك دولة هشة ومجاعات متتالية، وتجاهل مطالب مناطق واسعة تشعر بأنها مستبعدة من السلطة والثروة.

وخلال عامين فقط، انتقلت البلاد من مجاعة واسعة إلى صراع طويل بين السلطة المركزية، وحركات مسلحة كانت تتحرك على أطراف الدولة منذ سنوات.

كيف اشتعلت الحرب الأهلية في أثيوبيا 

 بدأت الأزمة عندما تولى مجلس «الدرغ» بقيادة منجستو هايلي مريام السلطة عام 1974 بعد الإطاحة بـ «الإمبراطور هيلا سيلاسي»، وحاول فرض أفكار ماركسية تعتمد على القمع المفرط، وبدأ في شن حملة واسعة عرفت باسم «الرعب الأحمر» معتمدًا على الدعم السوفيتي لفرض السيطرة الصارمة بالسلاح على كل القوميات الأثيوبية.

لكن هذا التوجه وبسبب العنف المفرط، تحول الاحتجاجات إلى حركات مسلحة لها جبهاتها وإدارتها وامتدادها الجغرافي، في الشمال تقدمت الجبهة الشعبية لتحرير تجراي بخط ثابت، بينما كانت الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا توسع نفوذها في الساحل، فيما ظهرت مجموعات في الجنوب والوسط تعلن رفضها لسياسات أديس أبابا، وبحلول الثمانينات لم تعد البلاد أمام تمرد محدود، بل أمام حرب متعددة الميادين تنهك الجيش وتستنزف الاقتصاد.

نتائج الحرب الأهلية في أثيوبيا 

استمرت الحرب سبعة عشر عامًا كاملة، تراجعت خلالها سلطة الدرغ تدريجيًا، رغم الدعم السوفيتي الكبير، بينما كانت الجبهات المسلحة تطور أدواتها وتوسع مناطق سيطرتها، ومع انهيار الاتحاد السوفيتي في نهاية الثمانينيات، فقد النظام الإثيوبي أهم داعميه، فتسارعت خسائره العسكرية والسياسية معًا. 

وفي مايو 1991 وصلت قوات الجبهة الشعبية لتحرير تجراي إلى العاصمة، منهية حكم الدرغ، وغيرت خريطة الدولة بالكامل، حيث أعيد بناء إثيوبيا على أساس فيدرالي قائم على القوميات، وهو النظام الذي تبنّته الحكومة الجديدة باعتباره حلًا لجذور الأزمة. 

لكن هذا التحول لم يسفر عن النتائج المخططة، بل عمق الانقسام العرقي، وفتح الباب لصراعات جديدة ظهرت لاحقا بوضوح في حرب تجراي الأخيرة بين 2020 و2022، أما إريتريا، فقد اتجهت مباشرة بعد نهاية الحرب إلى الاستقلال عبر استفتاء 1993، لتغلق فصلًا طويلًا من الصراع المسلح، وتركت توترًا سياسيًا ظل ملازمًا لعلاقتها مع أديس أبابا حتى الآن