فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

أزمة البطاطس.. ارتفاع أسعار التقاوي ينذر بتراجع المساحات المزروعة.. ارتفاعات مرتقبة خلال 2026.. وتعاون مصري أوزبكي لإنتاج أنواع خالية من الإصابات الحشرية

علاء فاروق وزر الزراعة،
علاء فاروق وزر الزراعة، فيتو

عاد موسم تجارة تقاوي البطاطس ليثير الجدل من جديد حول واحدة من أهم المحاصيل الرئيسية في مصر، والتي تُزرع على 3 عروات، وأهمها العروة الصيفية المنزرعة في الفترة بين ديسمبر وفبراير، كونها العروة الأولى التي تُزرع بالتقاوي المستوردة والتي تحدد اقتصاديات المحصول طوال العام.

خلال الأيام الأخيرة أبدى كثير من المزارعين اعتراضهم على تسعير تقاوي البطاطس من جانب اتحاد مصدري الحاصلات البستانية، والتي تراوحت بين 35 ألف جنيه إلى 55 ألف جنيه للطن الواحد، وهو ما اعتبره كثيرون تسعيرًا غير عادل ويقود سوق التقاوي إلى الارتفاع.

محمد الجوهري أحد أبرز مزارعي البطاطس في محافظة الدقهلية قال إن التسعير الحالي قد يُجبر المزارعين على مقاطعة زراعة البطاطس في العروة الصيفية المقبلة، وهو ما ينذر بارتفاع كبير في أسعار البطاطس، بعد موسم تكبد فيه المزارعون خسائر كبيرة بسبب انهيار الأسعار نتيجة زيادة الإنتاجية.

وأضاف الجوهري أن أسعار التقاوي الحالية لا تناسب أسعار محصول البطاطس الذي يتراوح سعر الطن منه من 500 إلى 2000 جنيه حاليًا، وهو ما يعني أن أسعار التقاوي تُكبد المزارعين خسائر استباقية.

ولفت إلى أن الوضع الحالي في محافظات الدلتا هو أن أعدادًا كبيرة من المزارعين زرعوا البطاطس في العروة المحيرة بين أغسطس ونوفمبر تفاديًا للزراعة في العروة الصيفية وأسعار تقاويها المرتفعة، وهو ما قد يشكل أزمة لدى مستوردي وموزعي تقاوي البطاطس أيضًا.

خطة وزارة الزراعة

فيما كشفت مصادر بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي أن أسعار تقاوي البطاطس تخضع لمبدأ العرض والطلب، وأن الوزارة من جانبها تعمل منذ عدة أعوام على البحوث التطبيقية لإنتاج تقاوي البطاطس المحلية، لخفض الاعتماد على تقاوي البطاطس المستوردة التي تصل الكميات المستوردة منها سنويًا قرابة 110 آلاف طن.

وأشار المصدر إلى أن الوزارة تعمل على إرشاد المزارعين إلى أفضل طرق الزراعة لزيادة الإنتاجية، وأن قرار الزراعة يمتلكه الفلاح وحده، لافتًا إلى أنه من المتوقع بعد بداية إنتاج تقاوي البطاطس خلال العامين المقبلين على المستوى الاقتصادي أن تشهد واردات تقاوي البطاطس تراجعًا ملحوظًا خاصة مع طرح التقاوي المحلية.

وكشف المصدر أن الوزارة من خلال مركز البحوث الزراعية أنتجت 600 طن من تقاوي البطاطس في مرحلة "الميني تيوبر"، ومن المقرر زراعتها على مساحة 400 فدان في الوادي الجديد خلال العام المقبل، وهي المرحلة السابقة مباشرة لإنتاج التقاوي الجاهزة للإنتاج الاقتصادي.

برنامج تقاوي البطاطس 

وأشار إلى أن برنامج إنتاج تقاوي البطاطس محليًا يستهدف توفير 50% من واردات مصر من التقاوي، والتي وصلت قبل عامين إلى قرابة 145 ألف طن، وهو رقم قياسي لم تسجله واردات تقاوي البطاطس إلى مصر من قبل، وهو ما شكل عبئًا اقتصاديًا كبيرًا على العملة الصعبة، علاوة على الارتفاع الكبير في أسعار التقاوي رغم وفرتها بكميات كبيرة، لكن الطلب خلال العام الماضي كان مرتفعًا بصورة ملحوظة أدت إلى زيادة الأسعار وزيادة المساحات التي وصلت بنا في النهاية إلى وفرة كبيرة في الإنتاج هزت معها أسعار المحصول في الأسواق، علاوة على أن المزارعين يعانون من ارتفاع تكلفة الزراعة من حيث مستلزمات الإنتاج الأساسية مثل التقاوي والأسمدة والمبيدات وكذلك ارتفاع إيجار الأراضي الزراعية. 

تعاون مع أوزبكستان 

ولفت إلى أن هناك تعاونًا مع دولة أوزبكستان لإنتاج تقاوي البطاطس، وذلك من خلال تواصل من شركات القطاع الخاص، حيث تساعد الأجواء الباردة في أوزبكستان على إنتاج تقاوٍ خالية من الإصابات الحشرية، وهو ما يعطي قدرة على إنتاج كميات أكبر من التقاوي إلى جانب الكميات المقرر إنتاجها في مصر.

وقالت المصادر إن ملف إنتاج تقاوي البطاطس محليًا يأتي ضمن توجيهات القيادة السياسية بتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية، خاصة وأن تكلفة استيراد تقاوي البطاطس تجاوزت في بعض السنوات مبلغ 1.5 مليار جنيه، وهي مبالغ ضاغطة على الموازنة وعلى مخزون العملة الصعبة، في ظل امتلاك مصر للعلماء والمعرفة اللازمة لإنتاج تقاوي البطاطس محليًا.