انتقادات جوائز مهرجان السينما عام 1968
عقب انتهاء أى مهرجان سينمائى وإعلان جوائز السينما، كانت دائما تثار ضجة محورها أنه كان هناك أفضل ممن نالوها، وهذه الضجة نفسها هى التى تقوم حين تمنح جوائز الأوسكار، فمثلا برنارد شو عندما قدموا له جائزة نوبل قال إن الجائزة عموما مثل طوق النجاة يلقى إلى الغريق بعد أن نجا.
وجوائز السينما عادة تثير الضيق لكثير من الممثلين لأنه لا معنى أن نقول فلان أحسن من فلان أو أديب أحسن من آخر، فهل نستطيع أن نقول إن شارلى شابلن أحسن من لورانس أوليفيه أو العكس، ولأن الجوائز تلقى الأضواء والشهرة يتقاتل عليها الفنانين.
جوائز مؤسسة السينما
وفى نوفمبر عام 1968 وعقب إعلان مؤسسة السينما عن جوائز السينما نشرت مجلة الإذاعة موضوعا عن جوائز السينما التى تمنح إلى الأفلام، والتى منحت عن هذا العام لـ شكرى سرحان ونادية لطفى.
مطلوب شاب وسيم للفوز
قال المحرر عبد المنعم صبحى فى تقريره: كان يوما حارا يوم إعلان جوائز السينما، فبالرغم من أن مؤسسة السينما هى طرف فى الإنتاج السينمائى إلى حد ما، فيجب أن تكون جائزة السينما على مستوى الدولة لا على مستوى المؤسسة.
وقد شكلت لجنة الجوائز من العاملين فى السينما لكنهم جميعا يخضعون للقيم الفنية التقليدية، فمثلا الفنان صلاح منصور وعبد المنعم إبراهيم قدما لنيل جائزة الممثل الأول ولكن يبدو أن المطلوب لهذه الجائزة شاب وسيم يأخذ البطولة دون النظر إلى أى شيء آخر.

فتح باب التقديم للجوائز لمدة أسبوعين واستبعد الفنانين الذين لم يتقدموا مثل شادية ويحيى شاهين وعماد حمدى، وكانت الجوائز تتويجا للنوعية السائدة من الأفلام التى تهاجمها الأقلام ويعرض عنها الجمهور وربما كان الفيلم الذى كسر القاعدة هو "البوسطجى ".
أخذ الآراء بالإجماع
قال رئيس المؤسسة عبد الحميد جودة السحار إن الآراء أخذت بالإجماع ونال جائزة الإخراج الأولى حسين كمال بمشاركة صلاح أبو سيف، والجائزة الأولى فى التمثيل شكرى سرحان ونادية لطفى، والثانية لرشدى أباظة وسعاد حسنى والثالثة لصلاح ذو الفقار.

أما جائزة الأدوار الثانوية فحصل عليها صلاح منصور وسناء جميل وعبد المنعم إبراهيم، ونالت زيزى مصطفى جائزة عن دورها فى البوسطجى، ونور الشريف على جائزة وجه جديد فى قصر الشوق.
يحيى حقى الجائزة الأولى
فى القصة حصل يحيى حقى على الجائزة الأولى عن قصة البوسطجى والثانية لرشدى صالح عن الزوجة الثانية والثالثة " جفت الأمطار " لعبدالله الطوخى، وحجبت الجائزة الأولى للسيناريو والحوار والثانية حصل عليها صبرى موسى عن سيناريو وحوار البوسطجى.

تعليقا على منحه الجائزة الأولى اندهش من حصوله على الجائزة عن دوره فى فيلم الزوجة الثانية بالرغم من أن دوره فى البوسطجى كان أكملا، وأضاف أن الجائزة التى حصلت عليها نادية لطفى عن فيلم " أول أيام الحب " كان لها جهد صادق فيه.
وعلقت نادية لطفى على الجائزة فقالت: إن الجائزة تقدير للفنان وبودى أن أعمل أكثر لأكسب تقدير أكبر لأن اليوم الذى يحبنى فيه الجمهور هو يوم سعادتى.
سعاد حسنى تطالب بقيم واسعة للحكم
أما سعاد حسنى فلم تكن مكترثة بالجوائز وقالت: أنا راضية عن رأى اللجنة وإن كنت أتعشم أن تتطور أشكال النظر فى الجائزة فترتبط بقيم فنية أكثر رحابة، وينظر إلى العمل الفنى دون فصله عن الفنان.

وقالت سناء جميل: هناك مسألة لابد أن تتضح أمام المهتمين بالجوائز والنقاد وهى أنه ليس هناك دور أول أو دور ثاني أو ثالث فى الفيلم، إنما هناك ممثل تفاعل مع الشخصية وفهم أبعادها وأعطاها بشكل خلاق أم لا، لابد أن يكون هذا هو المحك، في أي رأى تقييمى بعيدا عن الارتباط بمواقف شخصية.
جوائز للنقد والإنتاج
فى نهاية حفل الجوائز أعلن عبد الحميد جودة السحار أنه ستضاف جوائز للنقد السينمائى وأخرى للإنتاج، وأن الحكم عليها سيكون وفق قواعد فنية على أن ينظر للعمل ككل، وبناء على اقتراح المخرج حسين كمال ستضاف إلى القيمة النقدية للجائزة كئوس وشهادات تقدير.