فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

استغاثة إلى الرئيس.. أوائل جامعة الأزهر يناشدون السيسي التدخل ومنحهم حقهم في التعيين.. ومصادر: عدم توافر الدرجات المالية “أبرز التحديات”

جامعة الأزهر
جامعة الأزهر

منذ 10 سنوات، وتحديدًا في العام 2016، توقف تعيين أوائل مختلف أقسام جميع كليات جامعة الأزهر، والسبب كما ورد على لسان الكثير من مسئولي الجامعة هو عدم توافر درجات مالية لتعيين الأول والثاني من أوائل الطلاب في وظيفة معيد بالقسم الذي تخرجوا فيه، وهي المأساة التي يعاني منها خريجي الأزهر الذين ينتظرون تعيينهم أسوة بما يحدث مع أقرانهم في باقي جامعات مصر.

أوائل جامعة الأزهر يناشدون "السيسي" التدخل ومنحهم حقهم في التعيين

وفي هذا السياق، أرسل 7 آلاف شاب وفتاة من أوائل الخريجين بمختلف أقسام كليات جامعة الأزهر، دفعات من 2016 وحتى 2025، استغاثة ومناشدة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، والمهندس مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتور أحمد كجوك، وزير المالية، والمهندس حاتم نبيل، رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، للتدخل وتوفير درجات مالية تمكنهم من التعيين معيدين بجامعة الأزهر وتعيد إليهم حقهم الضائع.

حلم التعيين.. معيدين بجامعة الأزهر

تؤكد آيات خميس، الأولى على قسم إدارة الأعمال بكلية التجارة بنات جامعة الأزهر (فرع أسيوط)، دفعه 2024، أن ما تعانيه ينطبق على جميع أوائل الأزهر خريجي دفعات من 2016 وحتى 2025، فكلهم واصلوا الليل بالنهار واجتهدوا ونجحوا في التخرج بتفوق وتميز عن باقي زملائهم في القسم الذي كانوا يدرسون به، وعقب التخرج انتظروا تحقق حلم التعيين معيدين بجامعة الأزهر؛ لكن الحلم منذ 2016 وحتى الآن ما زال طيف خيال  لم يتحقق على أرض الواقع.

تشير "آيات"، إلى أن أوائل جامعة الأزهر دفعات من 2016 وحتى 2025، ظلموا؛ فجميعهم مر بكل المشاق والمتاعب حتى يتخرج بتفوق ويحقق هذا الترتيب المتقدم سواء كان الأول أو الثاني؛ قائلةً: "في الثانوية الأزهرية التحقت بالقسم العلمي، وكان عندي حلم لكلية معينة، لكن مجموعي وقتها لم يمكنني من الالتحاق بهذه الكلية؛ فدخلت كلية التجارة ومن أول يوم لدراستي فيها قررت أن اجتهد وأبذل فوق ما في وسعي لأكون الأولى على قسمي طوال سنوات الدراسة، وبالتالي بعد التخرج يتم تعيني معيدة، وبهذا أكون حققت حلمي وأمنية والدي الذي كابد كل أنواع الشقاء حتى يُعلمني".

تضيف الأولى على قسم إدارة الأعمال بكلية التجارة بنات جامعة الأزهر (فرع أسيوط) في تصريحات لها: "تعبت جدًا، وكنت برتب على الدفعة طوال 4 سنوات، ولم يكن من السهل عليَّ أن أصل لهذا الترتيب بدون تحمل كل المشاق التي يضعف الكيرون عن تحملها؛ فعلى سبيل المثال كنت أسكن في المدينة الجامعية وكنا 10 بنات في غرفة واحدة، وكنت بنزل أذاكر وسط الكلاب ورا مطعم الأكل تفاديًا للزحمة وكثرة العدد في غرفة السكن.. يشهد الله أنني كنت أذاكر في عز حر الظهيرة، وكنت بقعد تحت أي حائط فيه ضل، وكنت بعيط وسط المذاكرة من شدة ما أعانيه، وكان اللي بيصبرني ثقتي في الله وأنه سبحانه وتعالى لن يُضيع تعبي، وتمسكي بتحقيق حلم التخرج بتفوق والتعيين معيدة".

تواصل "آيات"، حديثها: "بعد كل هذا العناء، أكرمني الله وتخرجت، ويوم ما شفت إني الأولى على الدفعة بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، كانت الفرحة مش سيعاني ولا سايعه أهلي، وانتظرت الفرحة الأكبر بتعييني معيدة؛ لكني صُدمت حين علمت أن تعيين المعيدين في جامعة الأزهر متوقف منذ عام 2016".

أزمة تعيين أوائل جامعة الأزهر 

محمد عبد السميع سامي، من ذوي الهمم، وهو الأول على قسم الحديث بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف بكلية أصول الدين (فرع المنصورة)، دفعة 2022، يشير إلى أنه التحق بكلية أصول الدين بالمنصورة، وكان ينجح في كل عام بتقدير ممتاز إلى أن تخرج وهو الأول على دفعته بقسم الحديث، ورغم صعوبة المعيشة لم يتكاسل عن إكمال مسيرته العلمية، والتحق بالدراسات العليا متحديًّا إعاقته الحركية وهو الآن في مرحلة الماجستير، وبالرغم من كل هذا لم يُعين معيدًا بقسم الحديث الذي تخرج منه بتفوق.

يرفع الأول على قسم الحديث بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف بكلية أصول الدين (فرع المنصورة)، شكواه إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلًا: "7 آلاف شاب وفتاة، من أوائل جامعة الأزهر خريجي دفعات من 2016 وحتى 2025 يناشدونكم يا سيادة الرئيس النظر في أمرهم، والتوجيه بالحل الفوري لمشكلتهم التي لم نكن نحن سببًا فيها؛ فقد تعبنا واجتهدنا حتى تخرجنا بتفوق وبأعلى التقديرات، ومن حقنا أن يتم تعييننا معيدين بأقسام الكليات التي كنا ندرس فيها، ونحن كلنا ثقة في أن سيادتك لن تتوانى في إنصاف أبنائك وإعادة حقهم".