فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

حسين الشافعي، حكاية الرجل الثاني في عهد عبد الناصر وهذه قصة عدم ترشحه لرئاسة الجمهورية

البكباشي حسين الشافعي،
البكباشي حسين الشافعي، فيتو

حسين الشافعي، أحد أفراد تنظيم الضباط الأحرار شارك في ثورة يوليو 1952 ليصبح أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة، كان محل ثقة جمال عبد الناصر، هو أول وزير للشؤون الاجتماعية في مصر، تولى منصب النائب الأول للرئيس جمال عبد الناصر وأيضًا النائب للرئيس السادات إلا أنه الوحيد الذي خرج من منصبه بلا إقالة أو استقالة، رحل في مثل هذا اليوم 18 نوفمبر 2005.


ولد حسين الشافعي عام 1918 في مدينة طنطا بمحافظة الغربية وكان والده يعمل مهندسًا في بلدية طنطا ثم المنصورة، وتلقى تعليمه في مدرسة الفرير الفرنسية وكانت تسمى باسم القديس لويس لمدة ثلاث سنوات، ثم انتقل إلى المدرسة الأميرية وهي مدرسة القاصد الابتدائية في طنطا، أتم تعليمه الثانوي من مدرسة المنصورة الثانوية عام 1934، ثم التحق بالكلية الحربية عام 1936 وسافر إلى إنجلترا لمدة ثلاثة أشهر قبل تخرجه في الكلية الحربية عام 1939، وعاد ليلتحق بسلاح الفرسان واستمر فيه حتى قيام الثورة.

لقاء مع عبد الناصر 

بدأت علاقة حسين الشافعي بتنظيم الضباط الأحرار باللقاء العرضي الذي حدث في سبتمبر عام 1951م في إدارة الجيش مع جمال عبد الناصر والتقى الرجلان على السلم الخارجي ولم يكن الشافعي على يقين أن عبد الناصر على رأس التنظيم ولكنه تحدث إليه على أنه أحد الضباط الأحرار، ودار الحديث عن الوضع فى الجيش والبلاد بعد حرب فلسطين.

البكباشى حسين الشافعى 
البكباشي حسين الشافعي


أعجب عبد الناصر بأفكار حسين الشافعي وفي نفس اليوم أرسل إليه الضابط ثروت عكاشة يبلغه بمسؤوليته عن قيادة سلاح الفرسان بمدرعاته ودباباته وعرباته المدرعة لحساب الثورة، وبدأ مباشرة بتجنيد الكثيرين لصالح الثورة، حيث تولى قيادة الكتيبة الأولى للمدرعات التي أطاحت بالملكية ليلة الثالث والعشرين يوليو 1952.

 

أول وزير للشؤون الاجتماعية 

بعد الثورة شغل حسين الشافعي منصب وزير الحربية عام 1954 وانتقل بعدها بعام ليصبح أول وزير للشؤون الاجتماعية وكانت أولى خطواته في الوزارة تشكيل هذه اللجنة لبحث أوضاع الزواج في البلاد بالرصد والتحليل ووضع النتائج، وكان له أثر كبير في إدخال نظام التأمين الاجتماعي وإطلاق برامج معونة الشتاء وقطار الرحمة لمساعدة الفقراء.

حسين الشافعى 
حسين الشافعى 


كما تولى وزارة التخطيط، وفي 1961 تولى وزارة شؤون الأزهر وفي هذه الأثناء، شارك في المفاوضات التي سبقت إعلان الوحدة بين مصر وسوريا في فبراير 1958، وفي عام 1963، اختاره عبد الناصر لمنصب نائب رئيس الجمهورية، وكان الشافعي عضوا في محكمة الثورة التي حاكمت مفتي الإخوان سيد قطب في منتصف الستينات في عام 1967.

 

تجاهله أنور السادات 

بعد رحيل جمال عبد الناصر وتولى السادات الحكم تعرض حسين الشافعي للتجاهل وفي هذا يقول الشافعي في مذكراته: اتفق رجال السادات على تولية السادات الرئاسة من منطلق أنه لا يجوز أن يظل منصب رئيس الجمهورية شاغرا، ووجدتهم أيضا قد اتفقوا على السادات رغم أني النائب الأول والأقدم وكان الواضح أن السادات قد رتب أموره جيدا بداية من عدم حضوره جنازة عبدالناصر، وبالتالي لم أجد هناك مفر من الموافقة على هذا الأمر خاصة أنني لم أكن أسعى إلى أي سلطة بل واستمر عملي كنائب للسادات بعد ذلك حتى عام 1974 لغرض واحد فقط وهو كيف نحافظ على نظام جمال عبد الناصر مع تأكيد استمرار ثورة 23 يوليو. 


منح حسين الشافعي قلادة النيل من الرئيس عبد الناصر عام 1956 وكان الشافعي هو أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة الوحيد الذي خرج من منصبه بلا إقالة أو استقالة ورحل في مثل هذا اليوم 18 نوفمبر 2005 عن عمر 87 عامًا.