فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

خبير بالشأن الأفريقي: إقليم كردفان بالسودان سيكون مسرح العمليات العسكرية في المرحلة القادمة

رمضان قرنى،فيتو
رمضان قرنى،فيتو

قال الدكتور رمضان قرني، الخبير في الشأن الأفريقي: إن قوات الدعم السريع تمضي سريعا نحو توسيع نطاق سيطرتها العسكرية بعد إحكام قبضتها على مدينة الفاشر ومن ثمّ معظم أنحاء إقليم دارفور.

وأشار إلى أنها تعمل حاليا على استكمال السيطرة على مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، التي تعد آخر معقل مهم للقوات المسلحة السودانية في وسط غرب البلاد، والخاضعة لحصار مشدد منذ يناير 2024، كما كانت قوات الدعم السريع قد أعلنت في أكتوبر الماضي سيطرتها على مدينة بارا شمال كردفان، الواقعة على طريق استراتيجي يربط دارفور بالعاصمة الخرطوم، فيما تواصل حصار مدينة الأبيض، العاصمة الإقليمية لولاية شمال كردفان.

وأكد قرني في تصريح لـ"فيتو" أن مجمل هذه التطورات تشير إلى أن إقليم كردفان سيكون مسرح العمليات العسكرية في المرحلة القادمة، بما ينذر بإطالة أمد الحرب وتقليص فرص الهدنة الإنسانية التي تعمل عليها الآلية الرباعية. وأوضح أن ذلك يتضح في ضوء عدة مؤشرات، أبرزها:

-تأكيد وزارة الخارجية الأمريكية أنه لا الجيش السوداني ولا قوات الدعم السريع قدما أي مؤشرات جدية على الاستعداد لتحقيق سلام حقيقي في الوقت الراهن.

-تجديد رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان رفضه الدخول في أي مفاوضات مع قوات الدعم السريع، مؤكدًا أن الحرب لن تنتهي إلا بـ"انتهاء التمرد بشكل كامل".

-دعوة الجيش السوداني جميع القادرين على حمل السلاح للانضمام للقتال، وإصدار أوامر بتقدم القوات نحو مناطق غرب دارفور، إلى جانب الدفع بعدد من كبار قادة هيئة الأركان إلى محاور العمليات في شمال كردفان.

-تقارير تفيد بتحول مدينة بابنوسة إلى ما يشبه "مدينة أشباح" بعد موجات نزوح كبيرة وانهيار شبه كامل للخدمات الأساسية بفعل تصاعد العمليات العسكرية.

وأضاف قرني أن معطيات الميدان ترجح اتجاه الجيش السوداني لتصعيد عملياته ضد قوات الدعم السريع في دارفور وكردفان، خاصة بعد إعلان التعبئة العامة ونفي البرهان وجود أي حديث عن هدنة أو تفاوض، مؤكدًا أن حسم المعركة سيكون في إقليم دارفور، ما يعزز –حسب قوله– استراتيجية التحرك العسكري على محورين متوازيين في دارفور وكردفان.

وأشار الخبير بالشأن الأفريقي إلى أن الفترة المقبلة قد تشهد تفاقما كبيرا في الأوضاع الإنسانية، واستمرارًا لموجات النزوح من مدن بارا وبابنوسة وكادوغلي وديلينغ، مع توقعات بوصول أعداد متزايدة من النازحين إلى مدينة نيالا بجنوب دارفور، هربا من العمليات العسكرية الدائرة خلال الأسبوعين الماضيين، وسط ظروف إنسانية شديدة القسوة. 

واختتم قرني حديثه بالإشارة إلى أن التحركات الدولية والإقليمية ما تزال قاصرة على بيانات الإدانة، دون التوصل لأي قرار عملي قادر على إيقاف الحرب، ويظهر ذلك بوضوح في قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الذي اكتفى بإدانة الانتهاكات من جميع أطراف النزاع منذ اندلاع الحرب، مؤكدًا أن ما يجري يرقى إلى "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" وفق المعايير الدولية.