فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

إسرائيل رفضت دفنه بالقدس، هكذا أشعل مرض ياسر عرفات معركة سياسية بين العرب وإسرائيل

ياسر عرفات، فيتو
ياسر عرفات، فيتو

في مثل هذا اليوم من عام 2004، أعلنت القيادة الفلسطينية أن الرئيس ياسر عرفات يعاني من نزيف حاد في الدماغ، بعد أيام من نقله إلى مستشفى بيرسي العسكري في باريس للعلاج، في تطور أثار قلق الفلسطينيين والعالم، وفتح الباب أمام سؤال صعب: من يخلف الرجل الذي أصبح وجه القضية الفلسطينية ؟

من هو ياسر عرفات ؟ 

ياسر عرفات، أو «أبو عمار»، ولد في القدس عام 1929، وتخرج مهندسًا من جامعة فؤاد الأول بالقاهرة، وبرز اسمه مع تأسيس حركة فتح  في نهاية الخمسينيات، والتي حملت شعار الكفاح المسلح لتحرير فلسطين، قبل أن يصبح عرفات زعيمًا لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1969 ليرتبط اسمه بكل تحولات القضية، من العمل الفدائي في الأردن ولبنان، إلى الدخول في مسار المفاوضات واتفاقية أوسلو عام 1993، التي مهدت لقيام السلطة الوطنية الفلسطينية وتوليه رئاستها عام 1994.

السنوات الأخيرة من حياة ياسر عرفات 

عاش عرفات في مقر المقاطعة بمدينة  رام الله تحت حصار  الجيش الإسرائيلي منذ عام 2002، بعد تصاعد الانتفاضة الثانية واتهامه بدعم  العمليات المسلحة وفي أكتوبر 2004 تدهورت حالته الصحية بشكل مفاجئ، ونقل إلى باريس للعلاج بعد ضغوط عربية ودولية، حيث دخل في غيبوبة، ثم أعلن الأطباء إصابته بنزيف في الدماغ دون توضيح الأسباب. 

وظل الغموض يحيط بمرضه، وتكاثرت التكهنات حول احتمال تعرضه للتسمم، وهو ما لم يحسم حتى اليوم رغم فتح التحقيقات في وفاته بصورة متكررة.

ترتيبات المشهد الفلسطيني بعد ياسر عرفات 

بينما كانت الأنباء تتضارب حول مصيره، بدأت القيادة الفلسطينية ترتيب مرحلة ما بعد عرفات، واجتمع كبار المسؤولين من حركة فتح ومنظمة التحرير، وتم توزيع الصلاحيات مؤقتًا بين محمود عباس رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وأحمد قريع رئيس الوزراء آنذاك لضمان استمرار مؤسسات السلطة. 

وكانت مسألة دفن ياسر عرفات الأكثر حساسية وصعوبة، إذ رفضت إسرائيل دفنه في القدس كما كان يرغب، لتقرر القيادة الفلسطينية في النهاية دفنه في رام الله، مع تعهد رسمي بأن ينقل جثمانه لاحقًا إلى القدس «حين تتحرر».

وفي 11 نوفمبر 2004 أعلن رسميًا وفاة ياسر عرفات، ورحل الرجل الذي وحد الفلسطينيين تحت راية واحدة، ولا تزال صورته ترفع في الشوارع كرمز لزعامة لم تتكرر.