فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

هل هناك فرق بين الحرم والمسجد الحرام؟ تعرف على إجابات العلماء

الفرق بين الحرم والمسجد
الفرق بين الحرم والمسجد الحرام

ورد ذكر الحرم في كتاب الله تعالى وفي سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ويُقصد بلفظ الحرم عند الإطلاق – بوجه عام – حرم مكة المكرمة، فهو حرم الله وحرم رسوله عليه الصلاة والسلام، ويأتي لفظ الحرم أحيانًا بمعنى الحرام، مثل العلاقة بين كلمتي زمن وزمان. كما يُطلق على حرم مكة اسم المحرم، ويُشار إلى الحرمين بمكة والمدينة، وجمع حرم هو أحرام.

وسنتعرف فيما يلي على الفرق بين الحرم المكي والمسجد النبوي بمزيد من التفصيل.

 

الفرق بين الحرم والمسجد الحرام

 حرم مكة، هو ما أحاط بها من جوانبها وأطاف بها، وجعل الله حكمه حكمها في الحرمة؛ تشريفا لها. وهذا التعريف عام، وهو مبني على أن الحرم يشمل مكة، أما الآن فإن أجزاء من مكة خارج الحرم.

أما المسجد الحرام فقد ورد ذكر اسمه في خمسة عشر موضعا من كتاب الله، وقد اختلف في المراد به على أقوال ذكرها ابن القيم في كتابه "أحكام أهل الذمة" بقوله: "المسجد الحرام يراد به في كتاب الله ثلاثة أشياء: نفس البيت، والمسجد الذي حوله، والحرم كله" (أحكام أهل الذمة 1/189). وزاد النووي في المجموع مرادا رابعا، وهو: مكة (المجموع شرح المهذب 3/189).

 

حدود الحرم

معرفة حدود الحرم مهم جدا؛ لتعلق كثير من الأحكام به؛ قال النووي: "واعلم أن معرفة حدود الحرم من أهم ما ينبغي أن يعتنى ببيانه؛ فإنه يتعلق به أحكام كثيرة" (تهذيب الأسماء واللغات 3/1/82).

وحرم مكة ثابت بالكتاب والسنة والإجماع، والأصل في معرفة حدوده التوقيف، ولا مجال للاجتهاد فيه منذ أن نصب سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام أنصاب الحرم، واختلف العلماء في زمن تحريم مكة، والصحيح أن مكة لم تزل حرما من حين خلق الله السموات والأرض؛ لِما ثبت في الصحيحينِ من حديثِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال يومَ فَتحِ مكَّةَ: (إنَّ هذا البَلَدَ حَرَّمه اللهُ يومَ خَلَق السَّمَواتِ والأرضَ، فهو حرامٌ بحُرمةِ اللهِ إلى يومِ القيامةِ، وإنَّه لم يحِلَّ القتالُ فيه لأحَدٍ قبلي، ولم يحِلَّ لي إلَّا ساعةً من نهارٍ؛ فهو حرامٌ بحُرمةِ اللهِ إلى يومِ القيامةِ) (البخاري 4/46، ومسلم 1/986).

فيفهم من ذلك أن مكة كانت حرما منذ خلق الله السموات والأرض، وأن ما ورد في حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن إبراهيم حرم مكة) (أخرجه البخاري 4/346، ومسلم 1/991)؛ فيحمل على أن إبراهيم عليه السلام هو الذي أظهر تحريمها بعد أن كان خفيا، فوضع أنصاب الحرم بدلالة جبريل عليه السلام له، وهذا هو ظاهر كلام الإمام أحمد، ورجحه النووي وابن كثير (الأحكام السلطانية لأبي يعلى ص 192)، (المجموع 7/466)، (تفسير ابن كثير1/174).