فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

هل تتضاعف أعمال البر في الحرم؟، اعرف أقوال العلماء

هل تتضاعف أعمال البر
هل تتضاعف أعمال البر في الحرم؟، فيتو

هل تتضاعف أعمال البر في الحرم كما تتضاعف الصلاة؟.. سؤال ربما يشغل بال الكثيرين خصوصا من يذهبون كثيرا إلى الحرم وهؤلاء الذين يرغبون في تأدية مشاعر الحج والعمرة، كما أن السؤال عن مضاعفة أعمال البر في الحرم شغل بال العلماء كثيرا حتى إنهم اختلفوا فيه.

 وفي هذا الإطار نجيب معكم على سؤال: هل تتضاعف أعمال البر في الحرم؟ ونتعرض للإجابة عليه من خلال أراء وأقوال العلماء فإلي التفاصيل…

هل تتضاعف أعمال البر في الحرم؟
هل تتضاعف أعمال البر في الحرم؟، فيتو

هل تتضاعف أعمال البر في الحرم؟

ذهب بعض العلماء إلى أن جميع القرب يضاعف ثوابها في مكة بمائة ألف، وليس هذا خاصا بالصلاة.قال ابن حجر الهيتمي الشافعي في الفتاوى الفقهية الكبرى عن مضاعفة الحسنات في مكة: بل سائر العبادات، ففي الحديث الصحيح، أو الحسن أن «حسنة الحرم بمائة ألف حسنة» أي غير الصلاة لما مر فيها. 

والحديث المشار إليه رواه الحاكم والبيهقي وابن خزيمة مرفوعا: من حج من مكة ماشيا حتى يرجع إلى مكة، كتب الله له بكل خطوة سبع مائة حسنة، كل حسنة مثل حسنات الحرم» قيل: وما حسنات الحرم؟ قال: «بكل حسنة مائة ألف حسنة».
وقد اختلف العلماء في صحة الحديث، فمنهم من صححه كالحاكم ورده الذهبي بقوله: ليس بصحيح، أخشى أن يكون كذبا، وعيسى - أحد رواته - قال أبو حاتم: منكر الحديث. اه. وممن ضعفه ابن الجوزي والألباني.

وذهب آخرون إلى أن المضاعفة بذلك العدد جاءت في الصلاة دون غيرها.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: فإن قال قائل: وهل تضاعف بقية الأعمال الصالحة هذا التضعيف؟ فالجواب: أن تضعيف الأعمال بعدد معين توقيفي، يحتاج إلى دليل خاص، ولا مجال للقياس فيه، فإن قام دليل صحيح في تضعيف بقية الأعمال أخذ به، ولكن لا ريب أن للمكان الفاضل، والزمان أثرا في تضعيف الثواب، كما قال العلماء رحمهم الله: إن الحسنات تضاعف في الزمان، والمكان الفاضل، لكن تخصيص التضعيف بقدر معين، يحتاج إلى دليل خاص.

 

هل تتضاعف أعمال البر في الحرم؟
هل تتضاعف أعمال البر في الحرم؟، فيتو

 

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: الأدلة الشرعية على أن الحسنات تضاعف في الزمان الفاضل، والمكان الفاضل مثل رمضان، وعشر ذي الحجة، والمكان الفاضل كالحرمين، فإن الحسنات تضاعف في مكة، والمدينة مضاعفة كبيرة، وقد جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: صلاة في مسجدي هذا، خير من ألف صلاة في ما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في مسجدي هذا. رواه أحمد وابن حبان بإسناد صحيح. 

فدل ذلك على أن الصلاة بالمسجد الحرام تضاعف بمائة ألف صلاة في سوى المسجد النبوي، وتضاعف بمائة صلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وبقية الأعمال الصالحة تضاعف، ولكن لم يرد فيها حد محدود إنما جاء الحد والبيان في الصلاة، أما بقية الأعمال كالصوم، والأذكار، وقراءة القرآن، والصدقات، فلا أعلم فيها نصا ثابتا يدل على تضعيف محدد، وإنما فيها في الجملة ما يدل على مضاعفة الأجر وليس فيها حد محدود.

وقد اختلف العلماء: هل التضعيف خاصٌ بالصلاة أم يشمل جميع الأعمال الصالحة؛ كالصوم، والصدقة، والتسبيح؟ على قولين:
القول الأول: أن الأعمال الصالحة لا تضاعف في الحرم كالصلاة، واستدلوا بأن الأدلة الثابتة في التضعيف مختصة بالصلاة فقط، والقول بمضاعفة الطاعات الأخرى يحتاج إلى دليل ثابت. وهذا هو قول الجمهور.

القول الثاني: أن الأعمال الصالحة تضاعف كالصلاة، وقال به الحسن البصري، فذكر أن من صام في الحرم كتب له صوم مئة ألف يوم، ومن تصدق فيها بدرهم كتب له مئة ألف درهم صدقة! (أخبار مكة للفاكهي 2/292).

واستدل أصحاب هذا القول بما رواه ابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أدرك رمضان بمكة فصام وقام منه ما تيسر له، كتب الله له مئة ألف شهر رمضان فيما سواه...) (أخرجه ابن ماجه 3117، وفي إسناده عبد الرحيم بن زيد العمي: متروك الحديث). قال الألباني في (الضعيفة 2/232): "الحديث موضوع".

ونوقش الاستدلال بأن الحديث لا يثبت. واستدلوا ببعض الأحاديث والآثار، ولكن كلها لا ترقى لدرجة الاحتجاج.

مضاعفات الطاعات في المسجد الحرام 

وخلاصة الكلام أنه لم يثبت دليل ينص على مضاعفات الطاعات في المسجد الحرام كمضاعفة الصلاة، أي: بمئة ألف. ولكن تبقى الأعمال الصالحة في الحرم لها تعظيم ومزية عن غيرها؛ وذلك لفضيلة الحرم على الحل، وقال ابن باز رحمه الله: وبقية الأعمال الصالحة تضاعف -أي: في الحرم- ولكن لم يرد فيها حد محدود، إنما جاء الحد والبيان في الصلاة، أما بقية الأعمال الصالحة كالصوم والأذكار وقراءة القرآن والصدقات، فلا أعلم فيها نصا ثابتا يدل على تضعيف محدد.