باحث: إرث حكم الإخوان وراء تعقد أزمة السودان وفشل كل محاولات الحل
قال أحمد عادل حلف، الباحث في شئون التيارات الدينية: إن تجربة جماعة الإخوان في حكم السودان من أبرز نماذج الفشل لهذه الفكرة التي دمرت المنطقة على مدار عقود، مؤكدا أن أحد أسباب تعقد الأزمة الحالية في البلاد ورائها إرث الإخوان المدمر.
نتائج هيمنة الإسلاميين على السلطة في السودان
وأضاف: تمكن الإسلاميون داخل المؤسسات الأمنية عام 1989 من فرض هيمنتهم على مفاصل الدولة، فسيطروا على الاقتصاد والإدارة والتعليم والإعلام تحت شعارات التمكين وأسلمة الدولة، لكن النتيجة كانت انهيار منظومة الحكم بعد ثلاثة عقود من الفساد والمحسوبية، واندلاع ثورة شعبية أطاحت بحكمهم عام 2019، لتترك وراءها دولة مثقلة بالأزمات الاقتصادية والسياسية والحروب الأهلية التي لم تنتهِ حتى اليوم.
وأوضح الباحث أن مشروع الإخوان عبر ما يقارب قرنًا من الزمن تحول بشكل غير من الدعوة الدينية إلى مشروع هيمنة، مردفا: اختارت الجماعة طريقا مغايرًا يقوم على التمكين والسيطرة قبل الإصلاح، لتتحول الرسالة الروحية إلى أداة سياسية، والدعوة إلى سلم نحو الحكم.
ويرى خلف أن هذا التحول هو الذي جعل الجماعة في صدام دائم مع الدولة والمجتمع، بعدما اختزلت الدين في صراع على السلطة، لا في منظومة قيمية تربي الإنسان وتنهض بالأوطان.
أزمة الإخوان في غزة
وأشار الباحث إلى أن الجماعة تولت السلطة أيضا باسم المقاومة، لكنها أسست نظامًا مغلقا لا يوجد مشروع تنموي، ولا رؤية سياسية واضحة، فيما تتآكل الحريات العامة وتتراجع الخدمات وتغيب روح الوحدة الوطنية، وهكذا ظل المواطن الغزي عالقا بين سلطة تتحدث باسم الدين، وواقع يومي تزداد فيه المعاناة.
ويؤكد خلف أن ما جرى في مصر وتونس وليبيا وسوريا بعد عام 2011 أعاد إنتاج نفس النمط؛ مضيفا: حين وصلت الجماعة أو فروعها إلى مواقع القرار، ظهرت بوادر الانقسام وتغول التنظيم على الدولة، ولم يكن فشلهم السياسي نتاج مؤامرات خارجية بقدر ما كان نتيجة طبيعية لرؤية مغلقة تفصل بين الأمة والوطن.
واختتم: الجماعة تجعل الولاء للتنظيم فوق أي انتماء آخر، مؤكدا أن الإخوان لا يمثلون الإسلام كما يدعون، بل يمثلون تنظيمًا سياسيًا يوظف الخطاب الديني لخدمة مشروع سلطوي، بعيد كل البعد عن منهج الأنبياء القائم على إصلاح القلوب قبل السعي إلى احتلال الكراسي.