فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

وسيم السيسي: هتلر رغب في غزو مصر من أجل رأس نفرتيتي

هتلر، فيتو
هتلر، فيتو

كشف عالم المصريات الدكتور وسيم السيسي عن الأسباب الحقيقية لتدهور الأخلاق في المجتمع المصري، مؤكدًا أن السبب الجوهري ليس في الجينات أو "البصمة الوراثية"، بل في غياب الوعي وتراكم آثار الاحتلالات الطويلة التي شوّهت الشخصية المصرية عبر العصور.

وقال وسيم السيسي: إن المصري القديم كان أرقى شعوب الأرض أخلاقًا، لكن فقدان الوعي الناتج عن قرون من الاستعباد والنهب أدى إلى "تآكل القيم"، مستشهدًا بما ورد في كتابات المقريزي التي وصفت فترات مظلمة من تاريخ مصر، حيث فقدت البلاد معظم سكانها بسبب الجزية والاضطهاد.

وأضاف خلال تصريحات في بودكاست شيفت، تقديم شريف الطوخي، أن أحد الولاة كتب إلى الخليفة قائلًا:“احلبها حتى الدم، احلبها حتى الصديد، ولا تتركها تصلح لأحد من بعدي”— في إشارة إلى استنزاف مصر اقتصاديًا وإنسانيًا حتى آخر رمق.

"باع المصري ابنه ليسد الجزية.. لكنه لم يفقد كرامته"

وأكد وسيم السيسي أن المصريين مرّوا بفترات قاسية من الاستغلال والبيع القسري حتى اضطر بعضهم إلى بيع أبنائهم لسداد الجزية، لكن رغم ذلك، احتفظوا بـ"البصمة الوراثية الفريدة" التي تميزهم عن سائر الشعوب، مشيرًا إلى أن الهوية المصرية تحتاج إلى وعيٍ وثقافةٍ لحمايتها، لا إلى الوراثة فقط.

واستعاد وسيم السيسي موقفًا حاسمًا له في مؤتمر ببرلين عام 2014، عقب ثورة 30 يونيو، عندما انتقد المتحدثين الغربيين بسبب مواقفهم العدائية من مصر.


وقال إنه وقف أمامهم معلنًا احترامه للشعب البريطاني، لكنه صدمهم حين قال:“لن يغفر المصريون لبريطانيا إحضارها حسن البنا عام 1928 ومنحه 500 جنيه – كانت ثروة وقتها – لإبقاء مصر ضعيفة ومنقسمة”.

 

من تحتمس الثالث إلى العثمانيين

 

وأشار وسيم السيسي إلى أن مصر في عهد تحتمس الثالث كانت تمتد من ما بين النهرين شمالًا إلى إثيوبيا جنوبًا، لكنّها فقدت مجدها الجغرافي والإنساني نتيجة الاحتلال العثماني التركي، الذي وصفه بأنه "أسوأ احتلال في التاريخ"، قائلًا إنه ضحضح مصر 400 سنة.

واستشهد بكلمات عمرو بن العاص بعد فتح الإسكندرية، حين قال:“نحن وإن كنا فتحنا مصر، إلا أن مصر هي التي ستحضر العرب”، موضحًا أن علماء الترتيل واللغة، مثل ابن منظور صاحب لسان العرب، كانوا مصريين ونشروا علومهم في كل المنطقة.

 

رأس نفرتيتي.. ورعب هتلر من مصر

وأكد السيسي أن الزعيم الألماني هتلر لم يكن يريد غزو مصر من أجل نهب آثارها، بل كان مفتونًا بجمال رأس نفرتيتي إلى درجة أنه قال ذات مرة:“إذا أصرت مصر على استرداد رأس نفرتيتي، سأعلن الحرب”في إشارة إلى القوة الرمزية للحضارة المصرية التي تفوق حدود الفن والتمثال.

 

وأوضح وسيم السيسي أن المصريين القدماء بلغوا من العلم والدقة ما يثير دهشة علماء العصر الحديث، حيث توصلوا إلى قيمة "باي" (3.14) قبل الميلاد بـ3000 سنة، وسبقوا غيرهم في زراعة الأسنان والعظام، بل اكتشفوا مبدأ "مضاهاة الأنسجة" من توأم متوفى إلى حي — وهو ما يُستخدم اليوم في زراعة الأعضاء.

رسالة إلى الشباب: المعرفة قوة

وفي ختام حديثه، وجّه الدكتور وسيم السيسي رسالة مؤثرة إلى الشباب قائلًا:“المعرفة قوة.. اقرأ، فليس المرء يولد عالمًا، وليس أخو علم كمن هو جاهله”.

وروى قصة من طفولته حين كان في الثالثة عشرة من عمره، إذ تفوق في نقاش سياسي داخل أسرته، فقال له أحد الكبار:“الواد ده بلع أبوه!”، مؤكدًا أن القراءة هي التي جعلته يسبق سنه بعقود.

واختتم السيسي بحكاية صديقه الصيدلي في شيكاغو، الذي عاتبه جراح أمريكي لأنه لا يعرف أن جده المصري كان أول من أجرى عملية المياه البيضاء (الكاتاراكت) قبل 4000 عام، مضيفًا أن الجراح قال له جملة خالدة:“مصر هي البلد الوحيد التي لها تاريخ على اسمها.. اذهب وذاكر تاريخك”.