باحث: تصميم المسلة المُعلقة يكشف عن "خرطوش" رمسيس الثاني المخفي لآلاف السنين لأول مرة
كشف الدكتور محمد خميس، الباحث الأثري، عن استراتيجية تسويقية مبتكرة تهدف إلى استثمار الانتشار العالمي للمسلات المصرية كأداة جذب للسياح نحو مصر، وبالأخص إلى المتحف المصري الكبير الذي يتصدر مدخله التحفة المعمارية الفريدة “المسلة المعلقة”.
وأوضح خميس، خلال لقائه مع الإعلامي عمرو حافظ ببرنامج "كل الكلام" المذاع على قناة الشمس، أن هذه الرؤية تعتمد على إبراز فكرة "الأصل والاستثناء"، حيث تنتشر المسلات المصرية في عواصم كبرى مثل باريس وروما ولندن ونيويورك، لكن المسلة المعلقة أمام المتحف تظل الوحيدة في العالم التي تُعرض بهذا الأسلوب المبتكر.
كشف أثري فريد لرمسيس الثاني
وأشار الباحث إلى أن المسلة المعلقة ليست مجرد عرض أثري، بل إنجاز هندسي غير مسبوق، إذ تم تصميمها بطريقة تتيح للزائرين رؤية الخرطوش الملكي للفرعون رمسيس الثاني المنقوش على الجزء السفلي للمسلة — ذلك الاسم الملكي العظيم الذي ظل مخفيًا تحت القاعدة لآلاف السنين، ليُعرض اليوم أمام العالم للمرة الأولى.
وأكد خميس أن الفكرة الجوهرية في التصميم تكمن في منح الزائر تجربة فريدة، تمكنه من مشاهدة سرّ مدفون عبر العصور، في مشهد يجمع بين الإبهار البصري والدلالة التاريخية.
المسلة المعلقة.. الأصل الذي لا يُضاهى
وأضاف خميس أن هذه التحفة المعمارية تعكس عبقرية المصريين قديمًا وحديثًا، فبينما تقف المسلات المصرية في الخارج كشواهد على عظمة الحضارة القديمة، فإن المسلة المعلقة في القاهرة تمثل الأصل الذي لا يُضاهى، وهي دعوة مفتوحة لكل من شاهد المسلات في العواصم العالمية ليأتي إلى المتحف المصري الكبير ويشاهد النسخة الوحيدة التي تكشف أسرارها من الأسفل إلى الأعلى.
المتحف المصري الكبير.. مركز الثقل الحضاري الجديد
واختتم الباحث الأثري حديثه بالتأكيد على أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد متحف، بل صرح حضاري عالمي يجمع بين الدقة العلمية، والابتكار في العرض المتحفي، والرقي الفني.
وأكد: هذا التزاوج بين الإبداع الهندسي لمسلة رمسيس الثاني وبين العرض المتحفي الحديث للكنوز الأثرية، يجعل من المتحف أقوى أداة دعائية لمصر في العصر الحديث، ومركزًا جديدًا يرسخ مكانتها كحاضنة للحضارة الإنسانية عبر الزمان.