فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

عاش حياة متناقضة.. ذكرى ميلاد المفكر الفلسطينى ادوارد سعيد

المفكر الفلسطينى
المفكر الفلسطينى ادوارد سعيد، فيتو

إدوارد سعيد، كان مفكرا فلسطينيا حاملا للجنسية الأمريكية، وكان مدافعا عن الشعب الفلسطينى، وهو من أهم مفكرى العرب فى القرن العشرين، أستاذ الأدب المقارن بجامعة كولومبيا، بالولايات المتحدة كان عازفا للبيانو، من الشخصيات المؤثرة فى النقد والادب، أهتم بالدفاع عن القضية الفلسطينية حتى نهاية القرن، رحل عام 2003.


ولد الكاتب والمفكر الفلسطينى الراحل ادوارد سعيد في مثل هذا اليوم 1 نوفمبرعام 1935 في مدينة القدس الفلسطينية، بعد دراسته الاولية انتقل للدراسة وهو فى الخامسة عشرة  إلى الولايات المتحدة، وحصل على البكالوريوس من جامعة برنستون عام 1957، ثم الماجستير والدكتوراه من جامعة هارفارد عام 1964، وفي عام 1965 عين أستاذا مساعدا في جامعة كولومبيا عام 1968، 

خيانة المثقفين اشهر كتبه 


أصدر إدوارد سعيد مجموعة من الكتب في السياسة والموسيقى والأدب منها: قضية فلسطين، تغطية الإسلام، العالم والنص والناقد، الثقافة والإمبريالية، إلا أنه يظل أشهرها كتابى خيانة المثقفين، والاستشراق  الذى اصدره عام 1978، والذي يعد بحثا مطولا في توضيح أحداث ما يقارب 2000 عام من حروب الإغريق والسيطرة الغربية وما تتضمنه من سلوكيات على الشرق الأوسط بشكل ثقافي سياسي.

المفكر الفلسطينى ادوارد سعيد 
المفكر الفلسطينى ادوارد سعيد 


وفى كتابه " خيانة المثقفين "يقدم ادوارد سعيد من خلاله صورة المثقف التي يتبناها العامة، وهي غير موجودة بنسبة كبيرة، صورة، ذلك الشخص الذي لا يساوم، ولا يقبل أنصاف الحلول عندما تتعلق القضية المتداولة والمطروحة للبحث والنقاش بالحرية والكرامة والوطنية، فيصف المثقف على هذه الصورة المثلى بأنه شامخ شموخ الجبال، لما يحمله بين جوانحه من أفكار كبرى وقيم عظيمة، لا تتغير مع تغير المواسم، ولا تتأثر بالاجتهادات الموسمية، للدفاع عن الأمة والوطن خاصة في أوقات المحن والضياع والمحافظة والانكسار المعنوي والحضاري، ويجعل الاستقلال الوطني والمحافظة على أصالة الثقافة الوطنية قضيته الأولى التى يجاهد من أجلها، أما كتابه "خارج المكان" فهو واحد من من المذكرات الكاشفة لأحوال الفلسطينيين في عالم ما بعد 1948 حيث يعد من أهم  ما كتب عن الحياة خارج فلسطين  .

عضوا فى المجلس الفلسطينى 


عاش ادوارد سعيد حياته فى أمريكا إلا انه بعد هزيمة 67، تغيرت حياته وأصبحت القضية الفلسطينية شغله الشاغل،حتى أصبح أهم المدافعين عن القضية الفلسطينية، فشغل منصب عضو  المجلس الفلسطيني لمدة 14 عاما وانتهت باستقالته عام 1977 اعتراضا على اتفاقية أوسلو التي كان يرى أنها صفقة خاسرة للفلسطينيين.

من أقرب اصدقائه الشاعر محمود درويش 
من أقرب اصدقائه الشاعر محمود درويش 


اتجه إدوارد سعيد إلى تدوين مذكراته عام 1991 حين اقتنع بضرورة ترك سجل بالمكان الذى ولد فيه وقضى طفولته، وهكذا يعيد بهذه المذكرات اكتشاف العالم العربى المفقود فى سنواته الأولى فى فلسطين ولبنان ومصر.


فى هذه المذكرات يعيد إدوارد سعيد اكتشاف المشهد العربى لسنواته الأولى،من خلال أماكن عديدة زالت، وأشخاص عديدين لم يعودوا على قيد الحياة باختصار أى عالم قد اندثر، إذ أصبحت فلسطين دولة إسرائيل، ووقعت لبنان فى حرب اهلية وانقلب الجيش على الملك فى مصر وأصبحت جمهورية وتبعتها دول كثيرة فى ذلك.

عاش حياة متناقضة 


فى مذكراته يقول ادوارد سعيد:عشت معظم حياتى المبكرة في القدس والقاهرة وضهور الشوير، إذ أدركت أننى مقدم على عمل متناقض جذريا هو إعادة بناء عالم في مصطلحات عالم آخر،كان لى أن استخدم اللغة الإنجليزية، ولكن كان على أن أستذكر التجارب وأعبر عنها باللغة العربية  تياران متناقضان تعايشا داخل شخص واحد ساده شعور بالغربة المزدوجة، فلا أنا تمكنت كليا من السيطرة على حياتى العربية في اللغة الإنجليزية، ولا أنا حققت كليا في العربية ما قد توصلت إلى تحقيقه في الإنجليزية.

معاناة مع المرض فى الغربة 


عانى إدوارد سعيد خمس سنوات من مرض اللوكيميا الذى اشتد عليه مع الهجوم الأمريكى على العراق، وتوفي إدوارد سعيد في أحد مستشفيات نيويورك عام 2003 عن عمر سبعة وستين عاما،وأوصى أن يتم دفنه في لبنان.