في ذكرى مولده، أسرار عائلة سيدي إبراهيم الدسوقي
ذرية بعضها من بعض، هكذا يمكن القول عن عائلة سيدي إبراهيم الدسوقي مع بدء الاحتفال بمولده، وتوافد محبي ومريدي سيدي إبراهيم الدسوقي من كل أقطار العالم، على مدينة دسوق.
فأثناء البحث في سيرته، وجدنا أن القطب الصوفي سيدي إبراهيم الدسوقي صاحب الولاية، ليس هو فقط من أولياء الله الصالحين، بل لاحظنا أن عائلة سيدي إبراهيم الدسوقي كانت لهم الولاية في سائر المدن المصرية، وتحديدا في دلتا مصر، ففيها انتشر أتباع سيدي إبراهيم الدسوقي وحتى أشقائه أيضا.
وخلال السطور التالية سنتعرف على أسرار عائلة سيدي إبراهيم الدسوقي..
سيدى إبراهيم الدسوقى
هو القطب أبو العينين إبراهيم الدسوقى بن عبد العزيز أبى المجد، والذى ينتهى نسبه إلى الإمام الحسين، سبط سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما أمه فهى فاطمة بنت ولى الله أبى الفتح الواسطي، وكان من أجل أصحاب سيدي أحمد الرفاعي، ومن شيوخ أبى الحسن الشاذلي، كما يتصل نسبه بمعاصره قطب طنطا السيد أحمد البدوي.
مولده
ولد سنة 633هـ فى قرية دسوق، فنسب إليها.. تعلم القرآن الكريم ودرس علوم الفقه والدين والحديث فى أصول الفقه على مذهب الإمام الشافعى رضى الله عنه.
وبعد أن ذاع أمره أصدر السلطان الظاهر بيبرس قرار بتعينه شيخا للإسلام بمصر المحروسة، فقبل على أن يوهب راتبه لفقراء المسلمين، فقرر السلطان بناء زاوية له يلتقى فيها الشيخ بمريديه ويعلمهم أصول دينهم.
وظل شيخا للإسلام حتى وفاة السلطان بيبرس فاعتذر بعد ذلك ليتفرغ للعلوم وتعليم تلاميذه، فقد كان أعزب وهب حياته ووقته كله للتصوف والتعبد.
كان يتقن عدة لغات غير العربية منها السريانية والعبرية وكتب العديد من المؤلفات والكتب بالسريانية والرسائل.
كان ملازما لسيدى أحمد البدوى وكانت تربطهما علاقة طيبة.
وفاته
توفي سنة 676هـ، ودفن فى نفس الحجرة التى كان يتعبد فيها، وبجواره أخيه موسى أبى عمران رضى الله عنه.
إخوته
1- موسى أبى عمران ومدفون بجوار سيدى إبراهيم الدسوقى.
2- سيدى عبد الله الدسوقى ومدفون بسوق السلاح أمام مسجد السيدة فاطمة النبوية فى زاوية صغيرة.
3- سيدى العتريس وهو محمد بن أبى المجد القرشى ومقامه بمدخل الميدان بجوار مسجد السيدة زينب رضى الله تعالى عنها وهو متوفى فى النصف الثانى من القرن السابع.
وكان من أصحاب الطريقة البرهانية، وكان يقيم دروس العلم والحديث ومجالس العبادة فى كنف الحرم الزينبي.
وكلهم أشقاء أبناء السيد عز الدين أبى المجد عبد العزيز القرشى بن السيد قريش بن محمد الناجى الملقب بأبى النجا، ابن زين العابدين بن عبد الخالق بن محمد أبى الطيب بن عبد الله بن عبد الخالق بن القاسم بن إدريس ابن جعفر الزكى بن على الهادى بن محمد الجواد بن على الرضا، بن موسى الكاظم، بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين.
توفي السيد إبراهيم بدسوق سنة 676هـ، 1277م، وبنى على قبره السلطان بركة خان ابن الظاهر بيبرس البندقداري، ثم أتمه فى أواخر القرن التاسع الهجرى الملك الأشرف قايتباي، ثم جدده فى الثلث الأول من القرن الثانى عشر الهجرى الأمير إسماعيل بك إبواظ.
وجدد المقام إيراهيم باشا أيام ولايته، وفى سنة 1288 أمر بتجديده الخديو إسماعيل باشا، وتم في سنة 1303هـ فى ولاية الخديوي توفيق.
وأما أخوه السيد أبى عمران موسى، فتوفي بالإسكندرية فى ذى الحجة سنة 703. ونُقِل إلى دسوق فدفن بإزاء أخيه من الجهة القبلية.
وتُوفي السيد محمد العتريس فى أواخر القرن السابع الهجري، ودفن بالمحل المتقدم، وكان معيدا بالمشهد الزينبي.
وتوفي السيد عبد الله القرشى قريبا من هذا التاريخ، ودُفن بتربة تجاه مشهد السيدة فاطمة النبوية بالقرب من جامع أصلم السلحدار.
وأمهم جميعا السيدة فاطمة بنت أبى الفتح الواسطى العراقى دفين ثغر الاسكندرية، وقبره غير معروف بالثغر لاندثاره، وموقعه بجهة الفراهدة خلف الحمام الذى يعرف بحمام أولاد الشيخ بحارة جامع الواسطي.
وهو غيرالفقيه أبي الفتح الواسطي المتوفى سنة 640 بالثغر أيضا، وقبره بجهة بحرى قبلى مسجد أبى العباس المرسي، دفين ثغر الاسكندرية المتوفى سنة 580.
وأما ما اشتهر على ألسنة العامة من زعمهم أن أم السيد إبراهيم الدسوقى هي أخت الإمام أبى الحسن الشاذلى فخبر لا صحة له بحسب موقع الدكتور محمود صبيح.