شرفنطح، رحلة محمد كمال المصرى من مجد الشهرة إلى جسد حوله المرض إلى هيكل عظمي
شرفنطح،، لم يكن نجما بارزا ولا دونجوانا تتهافت عليه المعجبات، لم يحصل على البطولة بل أدواره صغيرة صنعت له نجومية كبيرة حتى أصبح أحد أعمدة الفن السابع، صاحب أسلوب خاص جدا وتتجسد موهبته فى كل لفتة وكل حركة، اختار محمد كمال المصرى لنفسه اسم "شرفنطح "خلال عرض إحدى الشخصيات التى جسدها فى إحدى المسرحيات ورحل فى مثل هذا اليوم عام 1966.
محمد كمال المصرى الشهير بـ شرفنطح قدم أدوارا مميزة وشخصيات كوميدية فريدة فى السينما المصرية فقدم الشرير الداهية، والكوميدى خفيف الظل رغم ضآلة جسمه فهو مرجان ناظر المدرسة في فيلم سلامة في خير، عم عمر الألفى في فيلم سى عمر، الأستاذ فصيح في فيلم فاطمة، وهو الأسطى عكاشة صاحب صالون دقن الباشا فى فيلم "الأنسة ماما"، وقد اشتهر بتقديم أدوار الرجل القصير البخيل والزوج المغلوب على أمره أمام زوجة متسلطة.

ولد محمد كمال المصرى فى 11أغسطس 1886 بحارة الماظ بشارع محمد على لأب يعمل معلما بالأزهر، بدت عليه موهبة التمثيل في سن صغيرة حيث كون فرقة مسرحية وهو طالب بمدرسة الحلمية الأميرية، وانضم بعد ذلك إلى فرقة سلامة حجازى الذى كان يقلده دائما حتى اطلقوا عليه سلامة حجازى الصغير، حيث اهتم دوما بتقليده ثم عمل في جوقة سيد درويش ومع فرقة جورج أبيض ثم نجيب الريحانى الذى قدم معه دورا فى مسرحية (صاحب السعادة كشش بيه) التى لاقت نجاحا وشهرة كبيرة.
سعاد الغجرية كانت البداية
قدم شرفنطح 140 فيلما للسينما فبدأ مشواره عام ١٩٢٨ في فيلم سعاد الغجرية، ثم تتابعت أفلامه ومنها "سلامة في خير " و"سي عمر" و"أبو حلموس" مع نجيب الريحانى، و"أحلام الشباب" مع فريد الأطرش ومديحة يسرى وتحية كاريوكا، السوق السوداء مع عقيلة راتب وعماد حمدى .

كما قدم شرفنطح دورا صغيرا فى فيلم "فاطمة" مع أم كلثوم، "تاكسى حنطور" مع محمد عبدالمطلب وسامية جمال، "ملكة الجمال" مع ليلى فوزى وكارم محمود، "حبيب العمر" مع سامية جمال وفريد الأطرش، "جوز الإثنين" مع ليلى فوزى وعزيز عثمان، "بنت المعلم" مع هاجر حمدي وسعاد مكاوى.
وكان آخر أفلام محمد كمال المصرى الشهير بـ شرفنطح فيلمى "عفريتة إسماعيل يس"، و"حسن ومرقص وكوهين" من إخراج فؤاد الجزايرلى.

هاجم مرض الربو شرفنطح فانعزل وانزوى فى مسكنه الصغير الذى ولد فيه بشارع محمد على، عانى من الفقر والمرض اللذان تحالفا على جسده النحيل، وهجره الأصحاب والزملاء، ولم يطلب فى أى أعمال فنية، فترك منزله في شارع محمد على عام 1951، واتجه وزوجته إلى حارة "حلوات" بالقلعة، وهناك نزل ضيفا في بيت صهره، حتى خصصت له نقابة الممثلين عشرة جنيهات شهريا.
يعانى من المرض والجحود والنكران
وعن مأساته قال شرفنطح: "أنا كما ترون، وحيد متعطل، مريض بالربو، مثقل بالشيخوخة، ولم يعد لدى مال.. أنفقت ما أملك على الدواء، وليته أجدانى، فإن الربو لم يبرح مكانه صدرى.. إن الربو عنيد لا يتزحزح، لقد أقعدنى وأعجزنى عن العمل، وقال لى الأطباء إننى سأموت إذا غامرت بالعمل والربو في صدرى، ويكفينى ما أعانيه من الجحود والنكران، فمأساتى شاهدة على قسوة العصر، فليست لي أسرة كبيرة، وزوجتي وحدها هي التي ترعاني وتقوم بتمريضي.