فلسطينية تصف هستيريا البحث عن أخيها تحت الركام بعد فقدان الاتصال
في شهادة إنسانية مؤثرة تُجسّد الألم النفسي لـ أهالي غزة في الخارج، روت الصحفية الفلسطينية آمنة عمر تفاصيل لحظة العجز والفقد حين انقطع الاتصال بعائلتها في شمال غرب غزة، واصفة شعورها بـ"لعنة النجاة" التي تطاردها كل يوم.
و قالت آمنة:"أعيش الغربة داخل وطني، والنجاة أصبحت لعنة، لأن أكثر ما يؤلمني هو أن أعيش في أمان بينما أهلي وناسي محاصرون في الحرب، ولا أستطيع أن أُظهر فرحًا أو راحة احترامًا لآلامهم".
لحظة العجز: "كنت أبحث عن أهلي بين الشهداء"
وتحدثت آمنة بمرارة عن أصعب لحظة عاشتها عندما فقدت الاتصال بأهلها خلال النزوح الأخير، موضحة أن عائلتها من سكان منطقة الكرامة شمال غرب غزة، وهي منطقة تعرضت لقصف عنيف.
وأضافت خلال تصريحات تليفزيونية ببرنامج “صدى صوت” الذي يقدمه إيهاب حليم بقناة “الشمس”:"قرأت على مواقع التواصل أن المكان الذي يتواجد فيه أهلي تم استهدافه، حاولت التواصل مع كل الزملاء حتى وصلت لنقطة اليقين.. بدأت أبحث عنهم بين أسماء الشهداء. كانت هذه اللحظة أقسى ما مرّ عليّ، شعور العجز الكامل، أنا هنا وهم هناك.. إنها لعنة النجاة بحق".
انهيار نفسي وفقدان القدرة على التواصل
كشفت الصحفية الفلسطينية أنها تعيش أسوأ مراحلها النفسية والعقلية والاجتماعية، وأنها دخلت في انهيار عصبي تام بعد معرفتها باستهداف المنزل الذي كان يأوي أسرتها في منتصف الليل، وسط صعوبة شديدة في التواصل دوليًا أو داخليًا للاطمئنان عليهم.
وقالت:"أنا لو كنت معهم هناك، لما عشت هذا الخوف كله، لكن بعدي عنهم جعلني أعيش كل لحظة من الرعب بتفاصيلها. فكرة أن أرى صورة أخي بين الجثث أو تحت الركام كانت هستيريا حقيقية بالنسبة لي".
المرأة الفلسطينية.. ضحية وبطلة في آنٍ واحد
ورفضت آمنة عمر حصر المرأة الفلسطينية في إطار الضحية فقط، مؤكدة أنها ضحية وبطلة في الوقت ذاته، قائلة:"هي ضحية لأنها لم تختر أن تفقد بيتها أو أبناءها أو عائلتها، ولم تختر أن تعيش بين الخيام بلا ماء أو غاز، لكنها بطلة لأنها استطاعت أن تصمد وتستوعب كل هذا الوجع والمشهد القاسي".
لعنة النجاة.. صراع البقاء والضمير
واختتمت حديثها بعبارة تلخص وجع الغربة عن الوطن في زمن الحرب، قائلة:"النجاة ليست راحة، النجاة وجعٌ من نوع آخر، لأنك ترى من تحب يُباد وأنت عاجز حتى عن الصراخ معهم".