صادرات الساعات السويسرية ترتفع في الشرق وتتراجع بأمريكا بعد رسوم الـ39% الجمركية
شهدت الساعات السويسرية، رمز الفخامة والدقة في الصناعة العالمية، تحوّلًا لافتًا في خريطة مبيعاتها الدولية خلال الفترة الأخيرة، إذ سجّلت انتعاشًا قويًا في الأسواق الآسيوية مقابل تراجع حاد في السوق الأمريكية عقب فرض واشنطن رسومًا جمركية مفاجئة بنسبة 39% على السلع المصنوعة في سويسرا.
وبحسب اتحاد صناعة الساعات السويسرية، فإن الصادرات الإجمالية للساعات بلغت 1.99 مليار فرنك سويسري (2.32 مليار دولار) خلال شهر سبتمبر الماضي، بانخفاض قدره 3.1% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، متأثرة بالتوترات التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة وسويسرا.
وأظهرت البيانات أن الصادرات إلى الولايات المتحدة انخفضت بنسبة 56% خلال سبتمبر، لتُعمّق تراجعًا بدأ منذ أغسطس الماضي عندما هبطت بنسبة 24%. في المقابل، سجلت الأسواق الآسيوية، وعلى رأسها الصين وهونغ كونغ، ارتفاعًا ملحوظًا في الطلب، ما ساهم في تعويض جزئي للانخفاض الأمريكي.
ويرى خبراء الصناعة أن هذه التطورات تعكس بوضوح أثر السياسات الحمائية الأمريكية التي بدأت تُعيد رسم مسار التجارة العالمية حتى بين الحلفاء الاقتصاديين، مشيرين إلى أن القطاع السويسري للساعات من أكثر القطاعات حساسية تجاه التغيرات الجمركية نظرًا لاعتماده الكبير على الصادرات والأسواق الراقية.
ويؤكد مراقبون أن استمرار هذا الاتجاه قد يدفع العلامات السويسرية الكبرى إلى إعادة توجيه استراتيجياتها التجارية نحو آسيا والشرق الأوسط، حيث تتزايد شهية المستهلكين للمنتجات الفاخرة رغم تباطؤ الاقتصاد العالمي.