فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

موعد الاحتفال بمولد إبراهيم الدسوقي وسر تسميته بـ "أبو العينين"

موعد الاحتفال بمولد
موعد الاحتفال بمولد سيدي إبراهيم الدسوقي

يعد مولد سيدي إبراهيم الدسوقي من أكبر الاحتفالات الدينية في مصر، ويحتفل به أكثر من 77 طريقة صوفية، كما يزوره أكثر من 2 مليون زائر من مُختلف أنحاء الجمهورية، ويقام مولد سيدي إبراهيم الدسوقي بمدينة دسوق بكفر الشيخ تلك المدينة التي عاصرت حياته وشهدت وفاته أيضا وبعض الدول العربية والإسلامية وبعض الدول الأوروبية. 

وخلال السطور التالية نستعرض بعضا من سيرة العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي وبعض كراماته وموعد الاحتفال بمولد سيدي إبراهيم الدسوقي فإلى التفاصيل:

 

بشريات الميلاد

تنقل كتب الصوفية أن هناك وليًا اسمه محمد بن هارون، كان على صلة بوالد الدسوقي، وكان كلما رآه وقف له وكرمه، فلما سأله الناس عن ذلك قال: "إن في ظهره وليًّا يبلغ صيته المشرق والمغرب"، وبعد ذلك لم يعد يقوم عندما يراه، فسألوه، فقال: "إن القيام لم يكن لشخص أبي المجد بل لبحر في ظهره، وقد انتقل إلى زوجته"، في إشارة لحمل زوجته بالسيد إبراهيم.

مع ولادة الدسوقي، تحرك ابن هارون لمنزل أبي المجد، وكانوا في يوم الشك في هلال رمضان، فسأل ابن هارون أم الدسوقي إذا كان رضع في هذا اليوم، فقالت إنه منذ الفجر لم يرضع، فقال لها: إنه سيرضع بعد أذان المغرب، في إشارة إلى أن الدسوقي صام في أول أيام ميلاده، ولذلك أمر ابن هارون أهل البلدة بالصوم.

 

ضريح السيد إبراهيم الدسوقي
موعد الاحتفال بمولد سيدي ابراهيم الدسوقي


 

لماذا سُمّي سيدي إبراهيم الدسوقي “أبو العينين”؟

ورد في السيرة الذاتية للقطب الصوفي إبراهيم الدسوقي أنه إبراهيم بن عبد العزيز أبو المجد، إمام صوفي سني مصري، آخر أقطاب الولاية الأربعة لدى الصوفية، وإليه تنسب الطريقة الدسوقية، لقب نفسه ب‍‍الدسوقي، نسبة إلى مدينة دسوق بشمال مصر التي نشأ فيها وعاش بها حتى وفاته، أما أتباعه فقد لقبوه بالعديد من الألقاب، أشهرها برهان الدين وأبو العينين.

ينتهي نسبه من جهة أبيه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب، وجده لأمه هو أبو الفتح الواسطي خليفة الطريقة الرفاعية في مصر، ولذلك كانت له علاقة بالصوفية منذ صغره، كذلك تأثر بأفكار أبو الحسن الشاذلي، وكان على صلة بأحمد البدوي بمدينة طنطا الذي كان معاصرًا له، وكان الدسوقي من القائلين بالحقيقة المحمدية ووحدة الشهود بجانب التصوف العملي الشرعي. 

وحول سبب تسميته بـ أبي العينين قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، إنه عندما ولد سيدى إبراهيم الدسوقى، كان يحكى عنه حكايات في حب الخلق إليه، والتماسهم منه الدعاء والبركة، وأخذ إبراهيم الدسوقي طريقته عن الإصبهانى، كما أنه حبب إليه العلم والخلوة وحبب إليه الذكر، ولذلك فطريقته التى أخذها عن الأصبهانى سميت فيما بعد الطريقة البرهانية.

وكشف الدكتور على جمعة، سبب تسمية إبراهيم الدسوقي بـ"ذي العينين"، قائلًا إن البعض يرى أن الفقه نهاية العلوم، ولكن إحياء علوم الدين لها روح هى مرتبة الإحسان والتصوف والنظام الأخلاقى فهم حريصون أن يكونون لهما عينان عين على الفقه وعين على روح الفقه وعين على الصلاة وعين على الخشوع في الصلاة لذلك سمى بذى العينين.

 

كرامات إبراهيم الدسوقي

يُنسب له العديد من الكرامات الخارقة للعادة، لذلك يشكك بها بعض المتصوفين بجانب غير المتصوفين من أهل السنة والجماعة، ومن الكرامات المنسوبة للدسوقي أن تمساح النيل - وكان مُنتشرًا في نهر النيل بمصر فى ذلك الوقت- خطف صبيًا من على شاطئ دسوق، فأتت أمه مذعورة إلى الدسوقى تستنجد به، فأرسل نقيبه فنادى بشاطئ النيل: "معشر التماسيح، من ابتلع صبيًا فليطلع به"، فطلع ومشى معه إلى الشيخ -الدسوقي-، فأمره أن يلفظ الصبى فلفظه حيًا فى وجود الناس.

 

علاقة الدسوقي بالبدوي

كان بين الدسوقي والسيد أحمد البدوي علاقة قوية، تجلت في رسالة البدوي للدسوقي والتي قال فيها: "أما سمعت وعلمت أننا أخذنا العهود والمواثيق على بعضنا؟، أما سمعت وعلمت أن الله حرّم خيرا الدنيا والآخرة على من يفرق بيننا؟، أما سمعت وعلمت أن الله لعن من يقول هذا على طريقة وهذا على طريقة؟، أما تعلم أن الله لعن من يقول هذا له مجلس ذِكر؛ وهذا ليس له مجلس ذِكر؟، أما تعلم أن الله تعالى فتح على من لم يفرق بيننا؟ ".

 

علو نجمه

نتيجة تفرده بعلمه على علماء عصره، أصدر السلطان الظاهر بيبرس البندقداري قرارًا بتعيينه شيخًا للإسلام لدولة المماليك، وهو منصب يعدل منصب المفتي الأكبر حاليًا، وقد ظل في هذا المنصب، واستقال منه بعد وفاة الظاهر بيبرس، ليعود الدسوقي ليستكمل تعليم تلاميذه.

وقد انتشرت طريقته في مصر والسودان خصوصًا، بجانب بعض الدول الإسلامية والأوروبيّة، وتفرعت من طريقته العديد من الطرق الأخرى، أشهرها: البرهامية، والشهاوية البرهامية، والدسوقية المحمدية في مصر، والبرهانية الدسوقية الشاذلية بالسودان، وهي طريقة محظورة في مصر لتكفير الأزهر لها.

مؤلفاته العلمية

لم يترك الدسوقي الكثير من المؤلفات، وذلك بسبب انشغاله بمريديه وتلاميذه.

ومن أشهر مؤلفاته كتاب الجوهرة، وهو الكتاب الوحيد المنسوب للدسوقي الذي طبع، ويعتبر المرجع الرئيسي لطريقته، وكتاب الرسالة، وفيه قواعد لمن يريد أن يسلك طريق الفقر والزهد، ولم يطبع، وكتاب برهان الحقائق، ويجمع الكتاب بين ذكر حقائق طريقته وحقائق المعارف.

 

كرامة قبل الوفاة

 

تقول الروايات الصوفية، إن الدسوقي لما شعر بدنو أجله، أرسل إلى أخيه السيد موسى أبى العمران، الذي كان في القاهرة، فأمره أن يبلغه السلام، ويسأله أن يطهر باطنه قبل ظاهره.

وذهب الرسول إلى السيد موسى أبى العمران، ودخل عليه المسجد وهو يقرأ على طلابه كتاب الطهارة، فأخبره برسالة أخيه، فلما سمعها، طوى الكتاب وسافر إلى دسوق.

فلما وصل وجد أخاه تُوفي وهو ساجد، وكان ذلك عام 696هـ، أي أن الدسوقي انتقل إلى الرفيق الأعلى وعمره 43 عامًا فقط.

دفن الدسوقي بمدينة دسوق، وأقام أهل المدينة بعد ذلك على ضريحه زاوية صغيرة، وتوسعت شيئًا فشيئًا فتحولت الزاوية إلى مسجد من أكبر مساجد مصر، والذي يُعرف حاليًا بمسجد سيدي إبراهيم الدسوقي أو اختصارًا المسجد الإبراهيمي.

‫إبراهيم الدسوقي - ويكيبيديا‬‎
موعد الاحتفال بمولد سيدي ابراهيم الدسوقي

 

 

 موعد الاحتفال بمولد سيدي ابراهيم الدسوقي

ويُقام له في مدينة دسوق احتفالان سنويًا، أحدهما في شهر أبريل يُسمى بالمولد الرجبي، والثاني في أكتوبر وهو الاحتفال بمولده الذي يُعد من أكبر الاحتفالات الدينية في مصر، حيث يزور مسجده الكائن بقلب المدينة أكثر من مليون زائر في المتوسط خلال أسبوع من داخل مصر وخارجها.

مكانة القطب الدسوقي وطريقته كانتا من الأسباب المهمة لتصبح دسوق عضوة في منظمة العواصم والمدن الإسلامية.