ساويرس الأنطاكي، الغريب الذي خبأته مصر في قلبها
تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تذكار مجيء القديس ساويرس بطريرك أنطاكية إلى ديار مصر، أحد أبرز أعلام الإيمان في تاريخ الكنيسة، الذي لجأ إلى أرض مصر في زمن الاضطهاد ليجد فيها ملاذًا وأمانًا لإيمانه المستقيم.
جاء القديس ساويرس إلى مصر في عهد الملك يوستينس الذي كان يتبع عقيدة مجمع خلقيدونية، بينما كانت زوجته الملكة ثاؤذورا أرثوذكسية مخلصة، وقد أحبت القديس ساويرس لإيمانه وفضيلته. وبعد أن أمر الملك بقتله، نصحته الملكة بالهرب حفاظًا على حياته، فغادر أنطاكية متخفيًا مع بعض الإخوة حتى بلغ أرض مصر التي احتضنته في أديرتها وبراريها.
توارى القديس متنكرًا من دير إلى دير، وأجرى الله على يديه آيات كثيرة ومعجزات باهرة، أشهرها معجزة اختفاء القربان في أثناء القداس ببرية شيهيت، حيث ظهر ملاك الرب وأعلن للكاهن أن البطريرك ساويرس حاضر في الكنيسة. ومنذ ذلك اليوم عُرف بين الرهبان والآباء كأحد أعمدة الإيمان المدافعين عن العقيدة الأرثوذكسية.
واستقر القديس ساويرس في مدينة سخا حتى تنيح بسلام، وظلت مصر تذكره كواحد من الغرباء الذين أحبوا أرضها، فخبأته في قلبها وصار تذكاره عيدًا يضيء صفحات التاريخ الكنسي حتى اليوم.