حركة فتح: مصر كسرت 3 قواعد صعبة في صراع غزة
أكد الدكتور أيمن الرقب، القيادي بحركة فتح وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن الاتفاق التاريخي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يُعد انتصارًا سياسيًا وإنسانيًا على ما وصفه بـ“المقتلة الكبرى”، موجهًا تحية وتقدير للدولة المصرية قيادةً وشعبًا، لدورها المحوري في صياغة خطة متكاملة واجهت مشروع ترامب وأنقذت الموقف الإقليمي من الانزلاق نحو كارثة جديدة.
وقال “الرقب”، إن مصر أدارت المشهد بذكاء استراتيجي وفرضت إرادتها على الأطراف الدولية والإقليمية، مؤكدًا أن التحرك المصري مثّل “إعادة ضبط للبوصلات السياسية” في المنطقة.
مصر كسرت ثلاث قواعد في صراع غزة
وكشف القيادي الفتحاوي أن القاهرة كسرت ثلاث قواعد صعبة كانت تحكم الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي لعقود كسر قاعدة استمرار القتل، من خلال فرض وقف إطلاق النار وإثبات أن الإرادة الدولية، بدعم من الضغط المصري، قادرة على إيقاف الحرب، كسر جمود خطة ترامب عبر تعديل الخطوط الجغرافية من “الخط الأزرق” إلى “الخط الأصفر”، ما أتاح مساحات أكبر للحركة والمناورة السياسية، كسر المدى الزمني الصارم، بتمديد مدة تنفيذ الاتفاق إلى أسبوع كامل بدلًا من 72 ساعة فقط، وهو ما يسمح بإطلاق سراح الأسرى يوم الاثنين في إطار منظم وآمن.
موقف مصر الإنساني: “لا للتهجير القصري أو الطوعي”
وفي تعليق مؤثر، أشاد الدكتور أيمن الرقب، خلال حديثه ببرنامج “كل الكلام” الذي يقدمه عمرو حافظ، بقناة “الشمس” بالموقف المصري الثابت منذ بداية الأزمة، حين أعلنت القاهرة بوضوح:“لن نفرح بالتهجير القصري ولا الطوعي.”
وقال إن هذا التصريح شكّل تحديًا أخلاقيًا وسياسيًا كبيرًا، جعل مصر في صف الدفاع عن القضية الفلسطينية بوجهها الإنساني والسيادي، مضيفًا أن الموقف المصري أصبح نموذجًا يحتذى في السياسة الإقليمية الرشيدة.
كما ثمّن الدور الإعلامي المصري الذي وصفه بأنه “جندي يتصدر الصفوف” في معركة الوعي، بعدما نجح في نقل صورة المأساة الفلسطينية إلى العالم وفضح الانتهاكات الميدانية.
السيسي وترامب.. متغير جديد لضمان التنفيذ
وأشار “الرقب” إلى أهمية دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لنظيره الأمريكي دونالد ترامب لزيارة القاهرة والمشاركة في توقيع الاتفاق النهائي، مشيرًا إلى أن ترامب وافق مبدئيًا على الحضور، معتبرًا ذلك “متغيرًا جوهريًا في ضمان التنفيذ الجاد لبنود الاتفاق” وتعزيز الاستقرار في المرحلة المقبلة.
مصر تُعيد تعريف دورها القيادي
واختتم القيادي الفتحاوي حديثه بالتأكيد على أن مصر اليوم لا تكتفي بدور الوسيط، بل تمارس دور القائد الإقليمي المسؤول عن استقرار الشرق الأوسط، مضيفًا:“مصر قدّرت أن تفعل شيئًا حقيقيًا للشعب الفلسطيني، ولم تتركه وحيدًا في مواجهة آلة الحرب.”