أرض متفحمة ورائحة دم، صور توثق ماذا وجد أهالي غزة بعد عودتهم إلى شمال غزة
تدفق آلاف النازحين الفلسطينيين عائدين من الجنوب إلى الشمال، لتفقد ما بقي من منازلهم التي تحولت ركامًا، حتى إن بعضهم عبر شارع الرشيد سيرًا، في رحلة اعتادوها على مر السنتين الماضيتين، وذلك منذ اللحظة التي أعلن فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في قطاع غزة
كما عاد آخرون إلى أنقاض منازلهم في خان يونس جنوبًا، وفق ما أفادت وكالة فرانس برس.
وعبر العديد من النازحين عن فرحتهم بالعودة ووقف النار على الرغم من الدمار الشامل الذي وثقته الأقمار الصناعية والصور والفيديوهات في خان يونس ورفح جنوب القطاع، فضلًا عن مدينة غزة وجباليا شمالًا.

إذ أظهرت صور جوية حجم الدمار الهائل في خان يونس جنوبًا، وغيرها من المناطق شمالًا أيضًا.


"200 ألف عادوا إلى الشمال"
وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل، مساء أمس الجمعة، أن "200 ألف نسمة تقريبًا هو عدد المواطنين الذين عادوا إلى الشمال".
كما أوضحت مصادر طبية فلسطينية أن الطواقم الطبية انتشلت خلال الـ24 ساعة الماضية جثامين 155 شهيدا، كانوا قد استشهدوا خلال الأسابيع الماضية في مدينة غزة قبل انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المناطق.
وأوضح مصدر طبي أن سيارات الإسعاف تعثرت في نقلهم سابقًا بسبب خطورة الأوضاع الميدانية واستمرار القصف.
رغم كل تلك الأوصاع المأساوية أبى بعض الغزيين إلا أن يحتفلوا ويوزعوا الحلوى احتفالًا بوقف النار بعد سنتين من الحرب الدامية والحصار الخانق الذي فرضته إسرائيل.
وأقيمت احتفالات صغيرة في جنوب القطاع، حيث غنى بعض الفلسطينيين لغزة المدمرة.
أتى ذلك، بعدما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، إعادة تموضع قواته في مناطق من القطاع المحاصر، محذرًا في الوقت نفسه من أن عددًا من المناطق ما زال "في غاية الخطورة" بالنسبة للسكان المدنيين.
"وصول المراسلين"
ومع إعلان وقف إطلاق النار، حثت جمعية الصحافة الأجنبية في القدس التي تضم مراسلين من وسائل إعلام أجنبية كبرى، السلطات الإسرائيلية على السماح بالوصول بشكل مستقل إلى غزة، معتبرة أنه "لم يعد هناك أي مبرر" لعرقلة الدخول إلى القطاع. لاسيما أن إسرائيل كانت فرضت منذ عامين قيودًا على وصول المراسلين الأجانب إلى القطاع.
واتفقتا إسرائيل وحركة حماس، الأربعاء الماضي، على المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة، إثر مفاوضات غير مباشرة بمدينة شرم الشيخ في مصر بوساطة أمريكية ومصرية وقطرية شاركت فيها أيضًا تركيا.
ونصت المرحلة الأولى على وقف لإطلاق النار وتبادل الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، وأسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وانسحابات إسرائيلية.
فيما أكد مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف في وقت لاحق، أن إسرائيل أنجزت انسحاباتها بموجب المرحلة الأولى لاتفاق غزة، معتبرًا أنه بذلك بدأت "فترة الـ72 ساعة لإطلاق سراح الرهائن".
عقب ذلك، أوضحت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بدروسيان أن الجيش سيبقي سيطرته على 53 % من القطاع.