بريء ولكن، ماذا طلبت أماتا مبارك محامية فضل شاكر من القضاء اللبناني؟
قالت المحامية أماتا مبارك، محامية المطرب اللبناني فضل شاكر، إن موكلها لا تربطه أي علاقة بموقوفين لدى السلطات، نافية هذه الرواية جملة وتفصيلًا، مؤكدة أن ملفه منفصل تمامًا عن قضية أحمد الأسير، وفق تعبيرها.
وأضافت في تصريحات تلفزيونية أن فضل شاكر بريء من التهم المنسوبة إليه، مشددة على أنه يطلب محاكمة عادلة غير خاضعة لأي اعتبارات سياسية، على حد قولها.
وأشارت إلى أنه اتخذ قرار تسليم نفسه منذ مدة، إلا أنه كان ينتظر الوقت المناسب لذلك، معتبرة أن اللحظة قد حانت لمعالجة قضيته ضمن مناخ قضائي نزيه.
وأكدت أن كل المؤشرات تدل على أن المرحلة الراهنة لن تشهد تسييسًا في التعاطي مع الملف، ما يعزز فرص نيل شاكر محاكمة عادلة تنظر في الوقائع بعيدًا عن التجاذبات.
وتأتي هذه التصريحات في وقت يتزامن مع تداول أنباء بشأن حصول فضل شاكر على البراءة بعد تدخل وسطاء، قبل أن يسلم نفسه إلى السلطات اللبنانية.
وكانت المحكمة العسكرية في لبنان أصدرت في فبراير 2016، حكمًا ضد فضل شاكر بالسجن 5 سنوات، وتغريمه 500 ألف ليرة بتهمة تأجيج الفتنة وتجريده من حقوقه المدنية.
وفي شهر سبتمبر في العام 2017، صدر الحكم الثاني ضد فضل شاكر، حيث قضت المحكمة العسكرية بإعدام أحمد الأسير في قضية أحداث عبرا، والسجن 15 سنة لفضل شاكر.
وبعد غياب 8 سنوات عن الساحة منذ تواريه في المخيم، ظهر فضل شاكر من جديد في مقابلة له، معلنًا أنه لم يشارك في معارك عبرا.
وفي العام 2018، صدر حكم بتبرئة شاكر لعدم ثبوت مشاركته في أحداث عبرا. لكن الحكم الأكبر ضده جاء في ديسمبر 2020، من المحكمة العسكرية وقضى بالسجن 22 عامًا، بتهم التورط في أعمال إرهابية، وتمويل جماعة أحمد الأسير، والإنفاق عليها قبل ان يُبرّأ من هذه التهم.
وكان نجل الفنان، محمد فضل شاكر، قد أكد في تصريحات سابقة براءة والده من تهمة القتال ضد الجيش اللبناني، مشيرًا إلى أن الحكم الذي صدر عام 2018 لم يحظَ بتغطية إعلامية كافية في حينه.
كما علق المطرب الشاب جميع حفلاته الغنائية بسبب ظروف والده فضل شاكر.
وقال محمد فضل شاكر في بيان له: نظرا للظروف التي يمر بها والدي العزيز فضل شاكر، أعلن تعليق جميع حفلاتي الفترة المقبلة، متابعا: أسال الله ان يكون الفرج قريبا وأذاق منكم الدعاء لوالدي الذي دوما كان يستمد قوته منكم ".
كما كشفت مصادر كواليس تسليم فضل شاكر نفسه للجيش اللبناني.
وتوقعت مصادر مطلعة أنه بعد تسليم شاكر لنفسه، سيسلك ملفه المسار القضائي المعتاد الذي تعتمده المحكمة العسكرية في مثل حالته، وهي أن كافة الأحكام التي صدرت بحقه تسقط وتعاد محاكمته، مع فارق أن المحاكمة قد تكون سريعة نظرًا لتلقيه ضمانات بذلك ولثقته ببراءته.
في حين أشارت مصادر أخرى إلى أن تسليم شاكر لنفسه جاء نتيجة تسوية لوضعه الأمني والقضائي، ووضعت اللمسات الأخيرة عليها خلال الساعات القليلة الماضية بوساطة جهات عربية، وأن إبقاءه موقوفًا أو تخليته رهن فقط بمدى تسريع الخطوات القضائية والقانونية المرعية الإجراء، تمهيدًا لإغلاق ملفه على نحوٍ نهائي.
وذكرت صحيفة “المدن” اللبنانية، بحسب معلوماتها أن عملية التسليم أن شاكر أجرى اتصالًا هاتفيًا بمخابرات الجيش عبر وسيط وأبلغهم قراره بتسليم نفسه، وأن مسئولين في وزارة الدفاع نسقوا عبر هذا الوسيط عملية تسليمه. فتوجه موكب خاص من مخابرات الجيش إلى مدخل مخيم عين الحلوة عند حاجز الحسبة، ونقله مباشرة إلى اليرزة.
ولفتت إلى أن عدة جهات عربية رفيعة دخلت على خط قضية فضل شاكر، الذي أبدى أكثر من مرة استعداده لتسليم نفسه، لكنه كان يشترط عدم سجنه لفترة طويلة بسبب وضعه الصحي، ولكونه بُرّئ في معظم القضايا التي حوكم فيها غيابيًا.
وبناء عليه، سُرّعت عملية إنهاء ملفاته القضائية والأمنية، بما فيها تلك التي كان مطلوبًا بموجبها بناء على دعاوى شخصية، عولجت مع أصحاب هذه الدعاوى الذين قبلوا بإسقاطها.
أما المحامي وخبير القضايا الجزائية والعسكرية أشرف الموسوي أوضح بحسب "سكاي نيوز عربية"، أن "عملية تسليم شاكر نفسه تعد بحد ذاتها عملا شجاعا ومسئولا"، مشيرا إلى أن "الأحكام الغيابية التي صدرت بحقه وصلت بمعظمها إلى حدود الخمسة عشر عامًا، على خلفية أحداث عبرا التي وقعت في يونيو 2013".
وقال الموسوي: إن هناك ما يقارب ثلاثة أو أربعة ملفات قضائية صدرت بحق شاكر فيها أحكام غيابية تراوحت بين 5 سنوات و15 عاما، بتهم شملت التحريض على القتل، ومقاومة عناصر الجيش اللبناني، والقيام بأعمال إرهابية، وتأليف عصابة مسلحة مع الشيخ أحمد الأسير.
وأضاف: "تسليم نفسه طوعا هو دليل على شجاعة فائقة منه، ومؤشر على ثقته الكاملة بالقضاء اللبناني، وخير دليل أنه سلم نفسه للأجهزة الأمنية، وتحديدا لفرق المخابرات في الجنوب، قبل أن ينقل إلى وزارة الدفاع في اليرزة، إلى مديرية المخابرات، حيث سيتم التحقيق معه ورفع عنه كل الأحكام والبلاغات والمذكرات الغيابية".
وأوضح الموسوي أن "الأحكام الغيابية تسقط جزائيا بمجرد مثوله أمام المحكمة العسكرية، لتبدأ بعدها محاكمته من جديد أمام المحكمة العسكرية الدائمة"، مشيرًا إلى أن "الملف سيتخذ مسارا قضائيا سريعا"، ومتوقعًا أن "يتم إنهاء جميع ملفاته العالقة قبل نهاية هذا العام".
وتابع: "بتقديري وتحليلي، أعتقد أن المحكمة قد تتجه لإصدار أحكام مع وقف التنفيذ، خصوصا أن فضل شاكر لم يكن له دور محوري كبير في تلك الأحداث، وقد أثبتت المعطيات أنه لم يشارك ميدانيا في المعركة".
وكشف الموسوي أيضا، وبحسب معلوماته، "أنه فور الانتهاء من محاكمته، سيتم نقل الفنان فضل شاكر إلى السعودية، حيث من المرجح أن تكون إقامته الدائمة هناك"، موضحا أنه "لن يزاول مهنة الغناء في لبنان مؤقتا، بل سيقتصر نشاطه الفني على المملكة، إذ لديه عقود موقعة للمشاركة في حفلات الرياض".
وقال: "إنصافه بالقضاء اللبناني حتمي، وعملية خروجه من الاحتجاز بأسابيع قليلة، وأنه سيغادر إلى السعودية حيث إقامته الدائمة، وأنه محاط بفريق عمل متجانس منهم المتعهد عماد قانصوه، وموقع شربليتا العالمي، إضافة إلى ابنه محمد وفريقه الخاص القانوني".