محلل سياسي: نجاح اتفاق غزة ليس استجابة إسرائيلية مفاجئة
أكد الدكتور محمد ربيع الديهي، المحلل السياسي وخبير العلاقات الدولية، أن نجاح خطة وقف إطلاق النار في غزة يمثل تتويجًا لجهود الدبلوماسية المصرية الممتدة منذ أكثر من عامين، وليس استجابة مفاجئة من الجانب الإسرائيلي كما يروّج البعض.
جهود مصرية ممتدة.. وثقة دولية متزايدة
وأوضح “الديهي”، أن مصر لعبت دورًا محوريًا منذ اندلاع الأحداث قبل عامين، سواء على المستويات الدبلوماسية أو الإنسانية أو التفاوضية، وكانت صاحبة التحرك الأبرز في التوصل إلى الهدنة الأولى في نوفمبر من العام نفسه.
وأضاف أن إسرائيل لم تكن لتقبل بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لولا الثقة الدولية المتزايدة في الدور المصري، معتبرًا أن نجاح مفاوضات شرم الشيخ ثمرة مباشرة للرؤية المصرية التي قادها الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي دفعت العالم إلى إدراك أن استقرار الشرق الأوسط لن يتحقق دون حل عادل للقضية الفلسطينية.
الإعلام المصري أعاد تعريف العالم بالقضية
وأشاد “الديهي” بالدور الكبير الذي لعبه الإعلام المصري خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، موضحًا أنه ساهم في تصحيح الصورة المغلوطة التي روّجت لها بعض وسائل الإعلام الغربية.
وقال إن الإعلام المصري تحرك بقوة منذ الأيام الأولى للأحداث، ونجح في نقل الحقيقة للمجتمع الدولي وإظهار أن العدوان كان على الشعب الفلسطيني وليس العكس، مشيرًا إلى أن الأداء الإعلامي الواعي حرّك الرأي العام الدولي وأعاد القضية الفلسطينية إلى قلب الاهتمام العالمي.
شرم الشيخ.. انتصار دبلوماسي بروح أكتوبر
وفي سياق متصل، وصف “الديهي”، خلال تصريحات تليفزيونية مع محمد قاسم ببرنامج “ولاد البلد” على قناة “الشمس 2” ما يجري في شرم الشيخ بأنه انتصار دبلوماسي جديد لمصر يعيد إلى الأذهان روح نصر أكتوبر، مؤكدًا أن مصر خاضت حربًا عسكرية لتحرير الأرض، وها هي اليوم تخوض معركة دبلوماسية لصناعة السلام.
وأضاف أن الجهود الحالية هي نتاج عمل منسق بين القيادة السياسية ووزارة الخارجية المصرية، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسي أجرى تحركات واتصالات مباشرة مع قادة العالم لدعم عملية السلام.
ولفت إلى أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى معبر رفح بصحبة الرئيس السيسي كانت نقطة تحول مهمة، إذ نقلت للمجتمع الدولي الواقع الإنساني داخل غزة وأظهرت صدق الرؤية المصرية في الدفاع عن الشعب الفلسطيني.