سمير فرج يكشف أسرار "مرض الخنادق" وخطط الشحن المعنوي في حرب أكتوبر
كشف اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي ومدير إدارة الشئون المعنوية الأسبق، عن أسرار إدارة الشئون المعنوية المصرية أثناء حرب 6 أكتوبر 1973، ودورها المحوري في رفع الروح القتالية للجنود خلال المواجهة مع القوات الإسرائيلية.
الإعلام تحت السيطرة لمنع تسريب الخطط
وأوضح اللواء فرج، أن الإعلام كان ممنوعًا تمامًا في الأيام الثلاثة الأولى للحرب، ولم تُصور أي صورة أو مشهد، وكان الاعتماد الكامل على بلاغات القيادة العامة لضمان عدم كشف نية الهجوم.
مكافحة "مرض الخنادق"
ووصف اللواء فرج خطة الشحن المعنوي للجندي المصري بأنها كانت قائمة على مكافحة ما أطلق عليه "مرض الخنادق"، أي فقدان الروح القتالية بعد سنوات من الجلوس في الخنادق، مشيرًا إلى أن رجال الدين ووحدات التوعية في كل فرقة ولواء كانوا يعملون على طمأنة الجنود بأن يوم تحرير الأرض قريب.
وأضاف خلال تصريحات تليفزيونية ببرنامج “صدى صوت” الذي يقدمه إيهاب حليم، بقناة “الشمس” أن القيادة السياسية فرضت توجيهات صارمة على القادة، قائد الفصيلة يجتمع مع الجنود الثلاثين يوميًا، قائد السرية يجتمع يوميًا أو يومًا بعد يوم، قائد الكتيبة يجتمع مرتين أسبوعيًا، وذلك لاستنهاض الحافز والدافع لدى الجنود قبل الهجوم.
التنسيق مع الجبهة السورية وتوقيت الهجوم
وأكد اللواء فرج أن توقيت الهجوم كان متوافقًا مع الجبهة السورية، حيث وقع الاختيار على 6 أكتوبر 1973 (10 رمضان)، وهو عيد الغفران الإسرائيلي، لتقليل استعداد قوات الاحتياط الإسرائيلية.
وأوضح أن عبور القناة تم الساعة 2:00 ظهرًا، مع مرور 12 موجة بحلول السادسة مساءً، وبدء مرور الدبابات والمركبات عند ظهور القمر الساعة 9 مساءً، بما يتماشى مع خطط السوريين لاجتياح خندق مضاد للدبابات.
سر نجاح اقتحام خط بارليف
وأشار اللواء فرج إلى أن نجاح اقتحام خط بارليف ونقاطه القوية كان بفضل الجندي المصري والتخطيط المصري الدقيق، مضيفًا:"الجندي المصري هاجم في رمضان وصبر يومين دون أكل أو شرب لضمان نقل الذخيرة والدبابات، وهو البطل الحقيقي".
التخطيط والدقة الحاسمة
وعن اللحظة الفارقة، كشف اللواء فرج عن تفصيل دفاع جوي حاسم:"في الساعة 2:15 دقيقة، التقطت المخابرات إشارة من قائد القوات الجوية الإسرائيلية: 'لا تقتربوا من قناة السويس بمسافة 15 كيلومترًا'، بسبب تغطية حائط الصواريخ المصري، وساعتها علمنا أن الهجوم الجوي لن يتم، وكانت هذه اللحظة الحاسمة للنجاح في حرب أكتوبر.