من تغسيل الموتى إلى الرحيل صعقًا بالكهرباء، الزقازيق تودع عامل الإنارة الشيخ مسعد عيد
خيم الحزن على مدينة الزقازيق محافظة الشرقية بعد وفاة العامل مصباح عيد، الشهير بـ الشيخ مسعد عيد، أحد أفراد قسم الإنارة بحي ثانٍ الزقازيق، والذي لفظ أنفاسه الأخيرة أثناء أداء عمله إثر صعقٍ كهربائي تعرض له أثناء إصلاح أحد أعمدة الإنارة، ليسطر بوفاته مشهدًا جديدًا من مشاهد الوفاء والإخلاص في العمل.
اعتاد المشاركة في تغسيل الموتى وتشييع الجنازات
الفقيد الذي عُرف بين زملائه بدماثة الخلق والتدين لم يكن مجرد عامل إنارة، بل كان نموذجًا للإنسان البسيط الذي يعمل في صمت ويترك أثرًا في قلوب الجميع؛ إذ اعتاد المشاركة في تغسيل الموتى وتشييع الجنازات وإلقاء الخطب الدينية في المقابر وسرادقات العزاء، ما جعله موضع تقدير وحب واسع داخل الحي الذي خدمه بإخلاص وتفانٍ.
وداعًا يا شيخ مسعد..شهيد لقمة العيش
وشيّع أهالي الزقازيق جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير بمقابر الإشارة وسط حالة من الحزن الشديد والانكسار، حيث امتلأ المشهد بالدموع والدعوات وعبارات الرثاء التي عبرت عن مكانته في قلوب الجميع، وودّعه زملاؤه ومحبيه بعبارات “وداعًا يا شيخ مسعد.. شهيد لقمة العيش”.

وطالب عدد من المواطنين وزملاء الفقيد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، ومحمد أبو هاشم رئيس حي ثانٍ الزقازيق، بضرورة تكريم اسم الراحل ودعم أسرته ماديًا ومعنويًا، تقديرًا لدوره وتضحيته أثناء أداء واجبه.
صفحات الفيسبوك تتحول إلي ساحة نعي ودعاء
وتحوّلت صفحات “فيسبوك” إلى ساحة نعي ودعاء، حيث نعاه الأهالي بلقب "شهيد لقمة العيش"، في مشهد إنساني مؤثر يعكس مكانته بين الناس، ويدفع للتساؤل حول مصير من يعملون في الميدان بصمت دون أن تلتفت إليهم الأضواء إلا بعد رحيلهم.