فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

خبير: الزواج السري قنبلة اجتماعية موقوتة تهدد الميراث وتقطع الأرحام

الزواج السري، فيتو
الزواج السري، فيتو

حذر الدكتور شريف العماري، الخبير الباحث المتخصص في شؤون العلاقات الأسرية، من تنامي ظاهرة الزواج السري في المجتمع، معتبرًا أنها قضية اجتماعية وشرعية خطيرة قد تتحول من "حلال مُجتزأ" إلى سلسلة من المحرّمات والمآسي إذا بقيت في دائرة الإخفاء عن الأهل والمجتمع.

الفرق بين الزواج العرفي والزواج السري

وأوضح العماري أن الزواج السري يختلف عن الزواج العرفي غير الموثق؛ فالأول قد يكون موثقًا رسميًا عند المأذون الشرعي، لكنه يظل غير معلن، مما يجعله مدخلًا لمكائد الشيطان ومحاذير شرعية واجتماعية خطيرة.

غياب الولي وإهدار كرامة الزوجة

وأكد خلال تصريحات تليفزيونية ببرنامج "البيت وناسه"، المذاع على قناة “العاصمة”، أن الزواج السري غالبًا ما يتم دون حضور ولي من أهل الزوجة، وهو ما يتعارض مع النص القرآني: "فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ"، والحديث الشريف: "لا نكاح إلا بولي".
واعتبر أن غياب الولي يمثل إهدارًا لكرامة المرأة، قائلًا:"الزوجة تحتاج إلى أهل وعزوة أمام زوجها، ففي يوم الخلاف قد يقول لها: أين أهلك الذين وضعت يدي في أيديهم؟".

دوافع الإخفاء.. مبررات واهية

ولفت إلي أنه تتعدد أسباب لجوء الأزواج إلى الزواج السري، ومنها خوف الزوج من زوجته الأولى أو أبنائه الكبار، خشية الزوجة من فقدان نفقة طليقها على الأبناء، رفض الأهل للعريس أو للعروس.

وشدد العماري على أن هذه المبررات لا تقتصر على مشاكل أسرية ضيقة، بل تمتد لتُهدد تماسك الروابط الدينية والاجتماعية.

ميراث ضائع وقطيعة رحم

وكشف العماري عن أخطر تداعيات الزواج السري، إذ يكتشف الأبناء بعد وفاة والدهم وجود إخوة من زوجة أخرى في الخفاء، مما يفجر نزاعات حول الميراث، ويدفع إلى قطيعة الرحم و"أكل مال اليتيم".
وأضاف أن الزوج، وهو في قبره، قد يُثقل بسيئات حلاله الناقص، بينما تعيش الزوجة في خوف واختباء كأنها ترتكب إثمًا، مما يفسد حياتها الشرعية ويجعلها في شتات دائم.

دعوة لإعلان الزواج وصيانة الحقوق

واختتم بالتأكيد على أن إعلان الزواج والتزام الشرع والقانون هو الضمان الحقيقي لحفظ الحقوق وإبراء الذمم، مشددًا على أن طاعة الوالدين واستئذانهما مقدمة حتى على أمور عظيمة كالجهاد، فكيف يكون الزواج بلا إذن أو إعلان؟