فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

مهنة الأجداد ومصدر رزق الأحفاد، قرية البوصيلي قلعة صناعة الفحم في البحيرة (فيديو وصور)

قرية البوصيلي القرية
قرية البوصيلي القرية الأشهر في صناعة الفحم بالبحيرة، فيتو

تشتهر قرية البوصيلي، التابعة لمركز ومدينة رشيد بمحافظة البحيرة، بأنها واحدة من أقدم وأشهر القرى المصرية في صناعة الفحم وتصديره إلى الخارج، حيث تحوّلت هذه الحرفة إلى مهنة أساسية لأهالي القرية، يتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد جيلًا بعد جيل. 

في البوصيلي، لا تُعد صناعة الفحم مجرد مصدر دخل، بل هي جزء من الهوية الثقافية والمهنية للقرية، يعمل بها الكبير والصغير، وهي الحرفة التي ساهمت في شهرة القرية داخل مصر وخارجها، خاصة بعد أن أصبحت منتجاتها تُصدر بكميات كبيرة إلى دول الخليج وأوروبا، نظرًا لجودة الفحم العالية الناتج عن طرق تصنيع تقليدية دقيقة.

قرية البوصيلي القرية الأشهر في صناعة الفحم بالبحيرة، فيتو
قرية البوصيلي القرية الأشهر في صناعة الفحم بالبحيرة، فيتو

رحلة الفحم.. من الشجرة إلى التصدير

يشرح "فرج"، أحد العمال القدامى في هذه المهنة، تفاصيل صناعة الفحم قائلًا: "أعمل في هذه الحرفة منذ صغري، ورثتها عن والدي وجدي، وكلنا في القرية نشتغل فيها، لأنها تعتمد على الأشجار المتوفرة في منطقتنا مثل المانجو والكافور والبرتقال".

تمر عملية صناعة الفحم بعدة مراحل دقيقة تبدأ بتجفيف جذوع الأشجار لمدة تصل إلى عام كامل لتصبح صالحة للاستخدام. ثم تُرتب هذه الجذوع في أكوام مخروطية الشكل، توضع فيها الأخشاب الأكبر حجمًا في الأسفل والأصغر في الأعلى، لتسهيل الاشتعال.

بعدها تُغطى الأكوام بالقش و"تراب الفحم" الذي يُبلل بالماء ليمنحها شكلًا محكمًا، ثم تُشعل من خلال فتحات صغيرة تُتحكم بها لتحديد مدة الاشتعال التي تستغرق من أسبوع إلى أسبوعين حسب كمية الأخشاب. وبعد انتهاء الاشتعال، تُغلق الفتحات وتُبرد الأكوام بالماء وتُترك ليوم كامل، لتُستخرج بعدها قطع الفحم الجاهزة.

 

قرية البوصيلي القرية الأشهر في صناعة الفحم بالبحيرة، فيتو
قرية البوصيلي القرية الأشهر في صناعة الفحم بالبحيرة، فيتو

استخدامات متعددة وأسواق عالمية

تُستخدم منتجات الفحم البوصيلي في أغراض متعددة، أبرزها الشواء، التدفئة المنزلية، والشيشة، ما يجعلها مطلوبة محليًا وعالميًا، وبحسب "فرج"، فإن أغلب الإنتاج لا يُستهلك محليًا، بل يُخصص للتصدير الخارجي، خاصة إلى دول الخليج وأوروبا التي تفضل الفحم المصري لجودته وطول مدة اشتعاله.

سعر الكيلو في متناول الجميع

رغم الطلب العالمي، لا تزال الأسعار المحلية في المتناول. حيث لا يتجاوز سعر الكيلو بالجملة 10 جنيهات، وقد يرتفع قليلًا حسب تكلفة النقل والمسافة.

بهذا، تظل قرية البوصيلي مثالًا حيًا لقدرة القرى المصرية على الحفاظ على الحرف التراثية وتطويرها لتصبح مصدر دخل قومي ورافدًا من روافد التصدير، مبرهنة أن العمل اليدوي المدروس لا يفقد قيمته بمرور الزمن.