فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

البابا ديسقورس، بطل الأرثوذكسية الذي نفي فصار أيقونة إيمان

الكنيسة الأرثوذكسية،
الكنيسة الأرثوذكسية، فيتو

تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ذكرى نياحة البابا ديسقورس الخامس والعشرين من باباوات الإسكندرية، الذي تنيح سنة 451 ميلادية بعد رحلة جهاد طويلة من أجل الإيمان المستقيم.

 

قصة البابا ديسقورس

عرف البابا ديسقورس في التاريخ الكنسي بلقب "بطل الأرثوذكسية"، إذ واجه المجمع الخلقدوني الذي دعا إليه الإمبراطور مرقيان وجمع أكثر من ستمائة أسقف. وعندما طلب منه أن يقر بتعليم جديد عن طبيعتين ومشيئتين للمسيح بعد الاتحاد، رفض بشدة مؤكدًا أن المسيح واحد بطبيعة واحدة ومشيئة واحدة، مستشهدًا بآباء الكنيسة وفي مقدمتهم البابا كيرلس الكبير.

 

موقفه الصلب في الدفاع عن العقيدة أغضب الملكة بلخاريا، فأمرت بضربه على فمه ونتف شعر لحيته، لكنه أرسل ما ناله من أذى إلى الإسكندرية قائلًا: "هذه ثمرة الإيمان". ولما عجزوا عن ثنيه عن موقفه، نُفي إلى جزيرة غاغرا بصحبة عدد من الأساقفة، وهناك أجرى الله على يديه عجائب وآيات جعلت أهل الجزيرة يبجلونه رغم اختلافهم العقائدي معه.

 

وفي منفاه أكمل البابا ديسقورس جهاده الحسن حتى تنيح، تاركا جسده في الجزيرة حيث دفن هناك، بينما بقي اسمه محفورا في الذاكرة الكنسية كرمز للشجاعة والثبات على الإيمان، وواحدًا من أبرز آباء الكنيسة الذين صانوا العقيدة الأرثوذكسية في وجه محاولات التغيير.

 

وتستحضر الكنيسة في هذه الذكرى سيرته العطرة، مؤكدة أن تضحياته لا تزال تشكل درسًا للأجيال في أن الشهادة الحقيقية ليست فقط في الدم، بل في الثبات على الحق حتى آخر لحظة من الحياة.