فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

قبل اجتماع البنك الفيدرالي اليوم.. اتجاه لخفض سعر الفائدة.. الذهب أكبر المستفيدين.. والدولار والسندات الأمريكية أبرز المتضررين

الفيدرالي الأمريكي،
الفيدرالي الأمريكي، فيتو

قبل ساعات من اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، تتزايد التوقعات بخفض سعر الفائدة بسبب زيادة التضخم الأمر الذي يعيد تشكيل خريطة الأسواق المالية العالمية.    

الأصول المستفيدة من خفض أسعار الفائدة 

وهناك العديد من الأصول التي سوف تحقق استفادة كبيرة في حالة قرار الفيدرالي الأمريكي  بخفض الفائدة في اجتماعه السادس خلال 2025، والمقرر له مساء اليوم الأربعاء.  

الذهب على رأس القائمة 

ويأتي الذهب في مقدمة الأصول المستفيدة من القرار، حيث حقق المعدن النفيس أداء متميزا منذ تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول عقب المؤتمر السنوي للبنك المركزي الأمريكي في جاكسون هول بولاية وايومنج، مسجلا 3375 دولارًا للأونصة، واستمرت هذه المكاسب خلال الأسابيع التالية، حتى وصل اليوم إلى حوالي 3700 دولار للأوقية، بعد أن كان يتحرك في نطاق ضيق خلال الأشهر القليلة الماضية.

يعود ذلك إلى أن الذهب أصل لا يدر عائدا، وعندما تكون أسعار الفائدة منخفضة يصبح الاحتفاظ بالذهب أكثر جاذبية لأنه لا يخسر مقارنة بالأدوات الأخرى، وعندما تكون الفائدة مرتفعة، يفضل المستثمرون السندات أو الودائع البنكية التي تمنحهم عائدا مضمونا.

الفضة تتجاوز التوقعات

ومن بين المستفيدين أيضا الفضة، حيث تجاوزت أسعار الفضة، التي تتحرك عادة بالتوازي مع الذهب، حاجز 42 دولارًا للأونصة، وهو أعلى مستوى منذ عام 2011. 

الأسهم ومؤشرات الأسواق

ولم تقف الأصول المستفيدة عند هذا الحد فقط، ولكن الأسهم أيضا لها دور في الاستفادة، حيث يعزز خفض الفائدة شهية المخاطرة في سوق الأسهم، فكلما انخفضت تكلفة الاقتراض، تزداد ربحية الشركات المثقلة بالديون، ما يدفع المستثمرين إلى ضخ أموال جديدة في أسهمها، حيث استمر الزخم الإيجابي للأسهم، وارتفع مؤشر "S&P 500" من أدنى مستوياته هذا العام في أبريل، مدفوعا بالرهانات على خفض تكاليف الاقتراض، كما وصلت الأسهم الأمريكية إلى قمة جديدة مع توسع توقعات خفض الفائدة.

المعادن الأساسية تدخل قائمة المستفيدين

كما تستفيد المعادن الأساسية من خفض الفائدة بشكل كبير، وهذا لأن السياسة النقدية التيسيرية تخفض قيمة الدولار وتقلص تكاليف الاقتراض، ما يجعل المعادن الأساسية أرخص بالعملات الأخرى ويدعم الطلب عليها، حيث سجلت أسعار هذه المعادن، لاسيما خام الحديد، ارتفاعا عقب خطاب باول في جاكسون هول، وقفزت أسعار النحاس إلى أعلى مستوى لها في 15 شهرا ضمن موجة صعود أوسع للأصول عالية المخاطر، مع استعداد المتداولين لخفضٍ متوقع في أسعار الفائدة الأمريكية، وارتفع سعر الألومنيوم على مدار سبع جلسات متتالية قبيل اجتماع "الفيدرالي"، مسجلا أعلى مستوى منذ مارس الماضي، حيث تلقى دعما في الأسابيع الأخيرة من قفزة في طلبات سحب المخزونات.

مكاسب اليورو أمام الدولار

وعلى صعيد العملات الأجنبية أمام الدولار، فإنه مع تسعير الأسواق احتمال خفض أسعار الفائدة اليوم، وتعيين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للخبير النقدي الذي يميل إلى خفض الفائدة ستيفن ميران كمحافظ بمجلس الفيدرالي، قد ينخفض الدولار، مما يمنح العملات الأساسية الأخرى مساحة للتعافي، لاسيما اليورو، فقد اقترب اليورو من أقوى مستوياته في أربع سنوات عقب تصريحات "جاكسون هول" الشهر الماضي، مخترقا مستوى 1.1829 دولار في الجلستين السابقتين، وتظهر عقود الخيارات العكسية لأجل أسبوع، وتعد مؤشرا على توجهات السوق وثقة المستثمرين، ارتفاعًا مطردا في الطلب على شراء اليورو.

الأصول المحتمل تضررها من قرار خفض الفائدة المرتقب

وبعد الحديث عن الأصول المرتقب تحقيقها مكاسب كبيرة بعد خفض الفائدة الأمريكية، فإنه من المهم التعرف على الأصول المحتمل تضررها في حالة إعلان قرار الخفض.

الدولار أكثر المتضررين

اقترب مؤشر "بلومبرج" للدولار الفوري من أدنى مستوى له منذ مارس 2022 قبيل القرار المرتقب بخفض الفائدة الأمريكية، وذكرت "بلومبرج" أن صناديق التحوط زادت صفقات عقود الخيارات التي تراهن على تراجع العملة الأمريكية بشكل أكبر خلال الشهور المقبلة مقابل مجموعة من العملات، من بينها اليورو والين والدولار الأسترالي. 

السندات الأمريكية وانخفاض العوائد

ومع خفض الفائدة، من المتوقع أن تتراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، مما يقلل جاذبية العائد الثابت لدى المستثمرين، وقد تتحول تدفقات الأموال إلى الأصول الأخرى ذات العائد الأعلى نسبيا، وتدور عوائد سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات حول أدنى مستوى لها منذ أبريل الماضي، حيث بلغ عائد السندات لأجل عامين 3.55%، بينما ارتفع عائد السندات لأجل 10 سنوات نقطة أساس واحدة ليصل إلى 4.07%.

نهاية العصر الذهبي لعوائد الادخار

وشهدت العوائد على ادخار النقود فترة مزدهرة في كثير من حسابات التوفير مرتفعة العائد في الولايات المتحدة خلال عام 2023، وفي الوقت ذاته، سجلت أستراليا أعلى سعر للفائدة على الادخار بلغ نحو 5.7%، وفي نيوزيلاندا تجاوز سعر الفائدة مستوى 6% على الودائع لأجل سنة واحدة، غير أن خفض أسعار الفائدة قد يؤدي إلى نهاية هذا العصر الذهبي، مع اتجاه البنوك إلى تغيير أسعار العائد بالتوازي مع أسعار الفائدة المعيارية، وخفض عوائد الحسابات الجارية والودائع قصيرة الأجل.

حاملو السيولة النقدية

استفاد المستثمرون الذين يعتمدون على السيولة النقدية من ارتفاع أسعار الفائدة، إذ أتاحت حسابات الادخار ذات العوائد المرتفعة وشهادات الإيداع وسيلة مضمونة لتحقيق عوائد جيدة دون تحمل مخاطر تذكر، لكن هذه الفترة توشك على الانتهاء مع التوجه نحو خفض الفائدة.