فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى رحيله الـ 11، مقال لـ أحمد رجب يكشف سبب خروج السعادة والحب من حياتنا

الكاتب الصحفى الساخر
الكاتب الصحفى الساخر أحمد رجب

في مجلة "كل الناس" صيف عام 1980 كتب الكاتب الصحفى أحمد رجب  ـــ رحل فى مثل هذا اليوم 12 سبتمبر 2014 ـــ مقالا عن الحب والسعادة التى انعدمت فى حياتنا قال فيه: 

الحب في حقيقته بهجة ومرح وتفاؤل ورؤية للحياة جميلة ومثيرة ومدهشة، لكنها لا تخلو من لحظات شجن أو ساعة فراق حزينة، ليس رد الفعل لها الوقوف على حائط المبكى.

ونحن لا نعرف كيف نحوّل الحب إلى بهجة، ونحن بارعون في أن نضفي الأحزان على كل شيء.. العيد بهجة ومع ذلك نقضيه في زيارة المقابر، والتليفزيون ترفيه جميل ومع ذلك يقدم لنا البكائيات، وأغانينا كأفلامنا من عصر الحرملك إلى عصر الليزك كلها صويت ونهايات باكية لحب مريض وأفلامنا تنتهي دائما بالزواج.. وهي نهاية يزعمون أنها حقيقة.

الزواج تحول إلى وظيفة 

واليوم أصبحت السعادة الزوجية كالأطباق الطائرة، الكل يتحدث عنها دون أن يراها والحب يختلف عن الزواج فالحب هواية والزواج احتراف أو وظيفة، والهواية يمارسها الإنسان بشغف ودون مقابل بينما يميل في الوظيفة إلى الهروب واختلاق الأعذار.

الكاتب أحمد رجب 
الكاتب أحمد رجب 


فى الحب لا يطيب للإنسان أن يأخذ إجازة، بينما الزواج كوظيفة، تحلو فيه الإجازات، وكالوظيفة أيضا يفضل الإنسان أحيانا أن يريح نفسه من وجع الدماغ وأن يتقدم باستقالته إلى مولانا المأذون ومن هنا تكثر حالات الطلاق، والحب يدخل علينا بغير استئذان بعكس الزواج الذي يكون موضع تفكير طويل قبل الإقدام عليه وبعد أن يتزوج يكتشف أنه قد تسرع في قراره..

وفى الحب تمتزج النشوة بالمعاناة، وفى الزواج معاناة فقط، وعذاب الحب اسمه أحلى عذاب، وعذاب الزواج صداع نصفى، وآلام العشاق تؤدى إلى الإبداع.. إلى السيمفونية إلى اللوحة والقصيدة، أما آلام المتزوجين فتؤدى إلى المحاكم.

الكاتب أحمد رجب 
الكاتب أحمد رجب 

والرجل هو صانع المتاعب في الزواج، فالمرأة تحب لكى تتزوج، أو تتظاهر بالحب لكى تتزوج، وهى تتوق دائما إلى نجاح زواجها، فالأنثى ـــ في كل المخلوقات ــ تجنح إلى الاستقرار، وهى التي تبنى العش، وهى التي ترعى الصغار.

الأم تعشش والأب يطفش 

فالأنثى بناءة بعكس الذكر، وفى ذلك يقول المثل الشعبى (الأم تعشش والأب يطفش) لذلك يمكننا أن ندرك كم هي حكيمة وبعيدة النظر... ملكة النحل عندما تقتل الذكر بعد التزاوج مباشرة حتى تتجنب القرف ووجع الدماغ.

مغامرات غير محسوبة 

إن أهم عوامل غياب السعادة الزوجية أن الزوج قد يجنح إلى علاقة غير مسئولة خارج البيت.. وهو لايسمى هذه النزوة خيانة ما دام يعود بعدها إلى أم العيال، حيث يقدم لنفسه تبريرات كثيرة لهذه المغامرات، ويرتاح لهذه التبريرات إلى أن تريحه هي تماما بالكفتة المسمومة ـ أو بالساطور.