زي النهارده، العراق يعلن الكويت المحافظة 19 بعد غزوها عام 1990
في مثل هذا اليوم الثامن والعشرين من أغسطس عام 1990 أعلن العراق أن الكويت أصبحت محافظة عراقية تحت اسم محافظة كاظمة، وذلك عقب غزوه لها في 2 أغسطس 1990.
الغزو العراقي للكويت
وأطلق النظام العراقي آنذاك على الكويت اسم «المحافظة رقم 19»، في إشارة إلى ضمها عسكريًّا للعراق خلال فترة الاحتلال الممتدة من 2 أغسطس 1990 حتى 26 فبراير 1991، والتي انتهت بحرب الخليج الثانية وتحرير الكويت.
في يوليو 1990، تلقت جميع فرق الحرس الجمهوري العراقي أوامر بالتوجه إلى جنوب العراق، تحت ذريعة إجراء «مناورات عمليات كبرى». وفي اليوم نفسه كُلّف الحرس الجمهوري بمهمة سرّية للغاية تمثلت في احتلال الكويت. وفي 18 يوليو بدأ الاستحضار الميداني للهجوم، بينما لم يُحدَّد موعد العملية بدقة إلا في 31 يوليو، حيث تقرر أن يتم الهجوم فجر 2 أغسطس 1990 في تمام الساعة 02:30.
وبأمر من صدام حسين، هاجمت كتيبة مشاة بحرية عراقية مدعومة بالدبابات جزيرة بوبيان من الجنوب، حيث كانت ترابط حامية عسكرية كويتية.
كما هاجمت القوات العراقية جزيرة فيلكا واشتبكت مع حاميتها وفي العاصمة الكويتية، أنزلت القوات الجوية والبحرية العراقية وحدات عسكرية في الساعات الأولى للغزو، ودارت اشتباكات حول قصر دسمان مع قوات الحرس الأميري.
وفي الجهراء (29 كم غرب العاصمة) اشتبكت ألوية الجيش الكويتي مع القوات العراقية المتقدمة في معارك غير متكافئة، من أبرزها معركة جال اللياح، معركة جال المطلاع، معركة الجسور، ومعركة جال الأطراف.
وبحلول نهاية يوم 2 أغسطس كانت القوات العراقية قد سيطرت على معظم الأراضي الكويتية باستثناء جزيرة فيلكا التي واصلت حاميتها العسكرية الدفاع عنها حتى فجر الجمعة 3 أغسطس.
اجتياح الكويت للعراق
وبعد ساعات من الاجتياح، طالبت الكويت والولايات المتحدة بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، الذي أصدر قراره رقم (660) بشجب الغزو والمطالبة بانسحاب العراق من الكويت.
وفي 3 أغسطس عقدت الجامعة العربية اجتماعًا طارئًا وأدانت بدورها الاجتياح، ثم أصدر مجلس الأمن في 6 أغسطس قرارًا بفرض عقوبات اقتصادية على العراق.
أثار الغزو مخاوف السعودية من احتمالية امتداد الاجتياح إلى أراضيها، وهو ما عجل بالتحركات الدولية والإقليمية لتشكيل تحالف عسكري لحماية حقول النفط السعودية، التي لو سيطر عليها العراق لكانت تبعاتها خطيرة على مصالح الغرب.
في تلك الفترة، أضاف صدام حسين عبارة الله أكبر إلى العلم العراقي في محاولة لإضفاء طابع ديني على حملته وكسب دعم بعض الحركات الإسلامية مثل الإخوان المسلمين والمعارضين السعوديين.
وازداد الخطاب الدعائي الديني مع بدء تدفق القوات الأجنبية إلى السعودية.
من جانبه، صرح الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب أن الهدف من التدخل هو منع العراق من اجتياح الأراضي السعودية، وأطلق على الحملة اسم «عملية درع الصحراء» وفي 7 أغسطس 1990 بدأت القوات الأمريكية بالتدفق إلى السعودية، وهو اليوم نفسه الذي أعلن فيه العراق ضم الكويت واعتبارها «المحافظة التاسعة عشرة» وقد وصل عدد القوات المتحالفة في السعودية إلى نحو 500 ألف جندي.
وخلال هذه الحشود العسكرية صدرت سلسلة من قرارات مجلس الأمن والجامعة العربية، كان أهمها القرار رقم (678) الصادر في 29 نوفمبر 1990، الذي حدد تاريخ 15 يناير 1991 موعدًا نهائيًا للعراق لسحب قواته من الكويت، وإلا ستستخدم قوات التحالف «كل الوسائل الضرورية» لتنفيذ القرار.
تشكل تحالف عسكري ضم 34 دولة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن وإجبار العراق على الانسحاب دون قيد أو شرط. وقد شكل الجنود الأمريكيون حوالي 74% من إجمالي قوات التحالف التي بلغ عددها نحو 959,600 جندي ولإقناع الرأي العام الأمريكي بجدوى التدخل العسكري، اتخذت الولايات المتحدة عدة إجراءات، من بينها إنشاء «منظمة مواطنون من أجل الكويت الحرة» بتمويل كويتي، وتكليف شركة «هيل أند نولتون» (Hill & Knowlton) بحملات إعلامية بمبلغ 11 مليون دولار.
كما قامت سفارة الكويت في واشنطن برعاية برامج إذاعية وفعاليات رياضية دعمًا لقضيتها، ووزعت 200 ألف نسخة من كتاب «اغتصاب الكويت» على الصحف والبرامج الحوارية والجنود الأمريكيين.
وفي 21 يناير 1991 وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على استخدام القوة العسكرية لتحرير الكويت بأغلبية 52 صوتًا مقابل 47 معارضًا، كما وافق مجلس النواب بأغلبية 250 صوتًا مقابل 183.