فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

الكيان الصهيوني في مرمى الغضب العالمي.. مظاهرات عابرة للقارات تطالب بعزل تل أبيب.. حملات مقاطعة وسحب استثمارات ومعارك قضائية ضد الاحتلال.. وترامب: “شعبى أصبح يكره إسرائيل"

الكيان الصهيوني
الكيان الصهيوني

“ إن  إسرائيل معرضة لخطر العزلة.. إسرائيل تجد نفسها بشكل متزايد ضمن الأقلية”، هذا ما أكده وزير الخارجية الألمانى يوهان فاديفول، حيث تواجه إسرائيل فى الوقت الراهن مستوى متزايدًا من العزلة الدولية، خاصة بعد تصاعد الغضب العالمى بسبب الإبادة الجماعية والتجويع الذى تمارسه على الفلسطينيين فى غزة، وتلويحها باحتلال القطاع بالكامل.

 تعاني إسرائيل من عزلة متصاعدة، شعبيًا وأخلاقيًا، ويظهر ذلك بوضوح في الشوارع والمؤسسات الدولية، قد لا تصل للعزلة الكاملة، لوجود شبكة دعم دبلوماسى وعسكري، خصوصًا من الدول الكبرى، لكن مع استمرار الحرب وسقوط الضحايا المدنيين، فإن هذه العزلة تتعمق لتطال مستويات سياسية واقتصادية أكثر حساسية، وهو ما يجعل بعض المتعاطفين مع مأساة غزة يستحضر قول الله تعالى: “وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله. ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون”، ويتمنونه أن يصبح حقيقة وواقعًا ملموسًا، ولو بعد حين.

مع استمرار الإبادة الجماعية وحرب التجويع وإعلان احتلال غزة بالكامل، بدأت العزلة الشعبية للكيان، من خلال المظاهرات العالمية، حيث شهدت عشرات الدول حول العالم مظاهرات ضخمة مؤيدة لفلسطين ومنددة بإسرائيل، بما فى ذلك فى الولايات المتحدة وأوروبا، حيث يُعتبر الدعم الشعبى لإسرائيل تقليديًا أقوى، حتى أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب اعترف لأحد كبار المتبرعين اليهود عن أمر خطير للعلاقة بين الأمريكان والاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن العلاقة بين الشعبين تنبئ بالخطر، حيث حذر ترامب قائلًا: “شعبى بدأ يكره إسرائيل”.

وبرغم العلاقات بين اليونان وإسرائيل اليوم تبدو قوية رسميًا واستراتيجيًا، لكنها تصطدم دائمًا برأى عام يونانى مؤيد لفلسطين بشدة، فمع عملية التجويع المستمرة التى تنتهجها إسرائيل للفلسطينيين فى قطاع غزة والإعلان عن احتلاله بالكامل، ولأول مرة تحدث فى اليونان أكثر من 25 نقطة تظاهر مناهضة لإسرائيل فى جميع أنحاء اليونان، تحت شعار “ليس فى أرضنا وليس باسمنا”.

وحذر “المركز الوطنى لمراقبة ومكافحة معاداة السامية ونزع الشرعية” على الإنترنت (NCC) التابع لوزارة الشتات من موجة من المظاهرات المُناهضة لإسرائيل، ودعت لإظهار التضامن العلنى مع الفلسطينيين فى أبرز الوجهات السياحية فى اليونان، بهدف “تقويض فكرة أن اليونان تُمثل ملاذًا آمنًا للمرتبطين بقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي”.

كما تم إجلاء أحد موظفى السفارة الإسرائيلية فى العاصمة اليونانية أثينا من منزله، فى ظل تصاعد حالة الغضب الشعبى ضد السياسات الإسرائيلية، لاسيما فى ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة، وعبروا خلالها عن رفضهم لوجود سياحى إسرائيلى متزايد، ولما وصفوه بـ”تورط الحكومة اليونانية فى التغطية على جرائم الاحتلال”.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد قرر نادى فورتونا دوسلدورف، الناشط فى دورى الدرجة الثانية الألمانى “بوندسليغا 2”، التراجع عن التعاقد مع المهاجم الإسرائيلى شون وايزمان، بعد موجة غضب جماهيري، حيث كان وايزمان على وشك التوقيع رسميا للنادي، لكن النادى تراجع استجابة لاعتراضات جماهيرية حادة بسبب تغريدة دعا فيها لاعب الكيان إلى “محو غزة من الخريطة” وإلقاء “200 طن من القنابل عليها”.

وتجددت حملات المقاطعة (BDS) بشكل أكبر، وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل، وازدادت قوة الحملات على المستويات الأكاديمية والثقافية والاقتصادية.

كما تم طرد مسئولين إسرائيليين أو منع دخولهم فى بعض الفعاليات أو المؤتمرات الدولية، وحدثت عزلة دبلوماسية، وقطعت دول علاقاتها وسحبت سفراءها من إسرائيل، كما حدث توتر مع حلفاء تقليديين (فرنسا، إسبانيا، أيرلندا، وبلجيكا)، وتزايد فى الانتقادات العلنية لإسرائيل، وبعضها اعترف بدولة فلسطين.

ظاهرة غير مسبوقة

دراسة بعنوان “عزلة إسرائيل الدولية ظاهرة لا سابق لها”، نشرتها مؤسسة الدراسات الفلسطينية، أكدت أن “إسرائيل لم تكن معزولة على مستوى العالم مثلما هى اليوم، جراء حرب الإبادة الجماعية التى تشنها على قطاع غزة، وهي ظاهرة ترافقت مع عودة القضية الفلسطينية إلى صدارة السياسة العالمية”.

وقال الباحث في شئون الشرق الأوسط محمد سلامى عن حالة العزلة التي فرضتها أفريقيا على الكيان: إن “الحكومة التشادية جمدت علاقاتها مع إسرائيل، واستدعت سفيرها من تل أبيب، وألقت جنوب أفريقيا والدول العربية فى شمال أفريقيا “اللوم على إسرائيل فى التصعيد”، وبرزت جنوب أفريقيا “باعتبارها الدولة الأفريقية غير المسلمة الأكثر انتقادًا لإسرائيل”، وشهدت الدول التى “تضم عددًا كبيرًا من السكان المسلمين غير العرب، مثل السنغال ونيجيريا، احتجاجات واسعة ضد الحرب على غزة”.

وفى دراسة بعنوان “تجريد إسرائيل من شرعيتها على الساحة الدولية”، صادرة عن جامعة الزيتونة، للكاتب إفراييم لافي، ذكر أن هناك حملة لنزع الشرعية الدولية عن إسرائيل، توطدت بعد مؤتمر ديربان الأول عام 2010، وتشكلت مجموعات تقود حملة نزع الشرعية عن إسرائيل، وتصور بعض أنشطتها على أنها احتجاجات على سياسة الاحتلال، وهم قادرون على التأثير على شرعية الكيان فى الساحة الدولية، لتحويل إسرائيل إلى منبوذة، وفرض العقوبات عليها، ويشنون معارك قضائية ضد الاحتلال الإسرائيلى والمستوطنين”.

احتجاجات ومظاهرات

وتتبنى الجماعات التى تخوض الحملة ضد الاحتلال الإسرائيلى وسائل عدة فى هذا الإطار، أبرزها الاحتجاجات والمظاهرات، وفى نشاطات الطلاب فى الجامعات حول العالم، حيث نظمت مظاهرات فى شوارع البرازيل ومدريد وبيونس أيرس، حيث جرى رفع لافتات تساوى بين ما يقوم به القادة الإسرائيليون، وبين الإبادة الجماعية التى قام بها النازيون، حسبما ذكر الكاتب إفراييم لافى فى دراسته.

فى دراسة “عزلة إسرائيل الدولية ظاهرة لا سابق لها”، ذكر الباحث ماهر الشريف أنه “فى دول أمريكا اللاتينية تعيش جالية فلسطينية كبيرة يتراوح عدد أفرادها ما بين 600 ألف ومليون شخص، مع وجود قوى فى تشيلي، حيث يعيش أكبر تجمع فلسطينى خارج الشرق الأوسط (من 350 ألفا إلى 400 ألف شخص).

أقامت أغلبية دول قارة أمريكا الجنوبية علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، فى حين قررت كوبا قطع علاقاتها معها مع اندلاع حرب أكتوبر 1973، وباستثناء بنما، اعترفت جميع دول أميركا اللاتينية بدولة فلسطين المعلنة؛ وبرغم تراجع المواقف المؤيدة للفلسطينيين إلى حد كبير عندما تولى عدد من الحكومات اليمينية السلطة فى العديد من دول أمريكا اللاتينية بين أعوام 2015 و2019، وبتشجيع من إدارة دونالد ترامب تبنت البرازيل بزعامة جايير بولسونارو وبوليفيا برئاسة جينين أنيز وغيرهما مواقف يمينية مؤيدة لإسرائيل، ما دعا إسرائيل لتوسيع نفوذها السياسي في القارة.

أمريكا اللاتينية تدعم القضية

لكن مع التحول الجديد إلى اليسار فى السنوات الأخيرة، عادت دول أمريكا اللاتينية إلى دعم النضال الفلسطيني، وكان التحول بالهجوم الإسرائيلى على غزة، وحدث الرفض من قبل دول أمريكا الجنوبية لإسرائيل، وكانت هناك إدانات قوية من دول هذه القارة لإسرائيل، وسارعت هذه الدول بالسير فى ركب عزلة الكيان، باستثناء بعض دول أمريكا الوسطى، وكذلك الأرجنتين برئاسة اليمينى الشعبوى الموالى لإسرائيل خافيير ميلي.

واتخذ الرئيس البرازيلى لويس إيناسيو لولا داسيلفا طريقه فى عملية عزلة إسرائيل، فمنذ حرب إسرائيل على غزة، تحدث دا سيلفا عن “الإبادة الجماعية” الجارية للفلسطينيين، ثم أثار أزمة دبلوماسية مع إسرائيل عندما قارن حربها على غزة بالمحرقة النازية “الهوليكوست”.

وقامت شعوب العالم باتخاذ إجراءات فعلية لعزلة إسرائيل عن المجتمع الدولي، حتى فى الدول التى تعتبر أكبر داعم للكيان، ففى الولايات المتحدة الأمريكية ظهرت عملية رفض واضحة من الشعب الأمريكى لمساندة الكيان ومده بالسلاح الذى يستخدم فى الإبادة الجماعية فى غزة، حتى أن جماعة “ماجا MAGA” المناصرة والداعمة للرئيس الأمريكى ترامب عبرت عن رفضها لمساندة ترامب للاحتلال، وكانت هناك تظاهرات أمام الكونجرس لرفض استقبال نتنياهو أو وزير الكيان المتطرف إيتمار بن غفير، واتهموه بقتل الأطفال فى غزة، وقام طلاب الجامعات الأمريكية بالمطالبة بقطع العلاقات مع الشركات المتواطئة فى تجويع غزة.

مسيرات بريطانية

وفى مدينة مانشستر البريطانية، خرج ناشطون بريطانيون فى مسيرة تضامن مع فلسطين جابت الشوارع، ونددوا باستمرار الإبادة الجماعية التى ترتكبها إسرائيل فى قطاع غزة المحاصر واستخدام التجويع سلاحا ضد الأطفال والمدنيين، ودعا المتظاهرون الحكومة البريطانية إلى عدم الاكتفاء بالتعهد بالاعتراف بدولة فلسطينية، ووقف جميع أشكال التواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلى بما فى ذلك فرض حظر شامل على صادرات السلاح البريطانية إلى إسرائيل ووقف جميع أشكال التعاون معها، ورفع المتظاهرون لافتات “لا تجويع باسمنا”.

وقامت شعوب العالم بتنظيم مظاهرات مليونية فى العواصم العالمية، في لندن حدثت مظاهرات مليونية من أجل غزة، وخرج أكثر من مليون متظاهر يطالبون بوقف الدعم البريطانى لإسرائيل، وشعاراتهم ركزت على رفض سياسة التجويع و”الإبادة الصامتة”.

وفي كيب تاون بجنوب إفريقيا خرج الآلاف للتظاهرأمام البرلمان، ورفعوا لافتات ضد إسرائيل “جوع غزة = جريمة ضد الإنسانية”.

مقاطعة الشركات المتواطئة

وشنت شعوب العالم حملة لمقاطعة الشركات المتواطئة، حملات ضد شركة “AXA” و”HP” و”PUMA”، شركات تُتهم بدعم الجيش الإسرائيلى أو التعامل مع مستوطنات، وشهدت متاجرها حملات مقاطعة فى فرنسا، ألمانيا، والمغرب، وانسحبت عشرات النقابات العمالية من التعاقد مع شركة AXA.

كما حدثت انسحابات ثقافية ورياضية، كما حدث في مهرجان كان السينمائى (2024)، حيث انسحبت فنانات مثل فرانسوا أوزون وهالة القوصى من المهرجان بسبب رعاية إسرائيلية غير مباشرة، وتحدثوا عن “تجويع الفلسطينيين وتجريم الحياة الثقافية” فى غزة.

لم يقتصر الأمر على ذلك، حيث كانت هناك انسحابات من فعاليات دولية، فقد انسحبت وفود طلابية وأكاديمية من مؤتمرات حضر فيها إسرائيليون، فى كل من كندا (مؤتمر علمى دولي)، وإيطاليا (مهرجان ثقافي)، ووصف بعض المشاركين إسرائيل بأنها “دولة تمارس التجويع كسلاح إبادة”.

وكانت هناك حملات مقاطعة واسعة النطاق، ومنها حملة مقاطعة للتمور الإسرائيلية خلال موسم الصيف فى دول إسلامية وأوروبية، مع انتشار شعار “لا تشترى من يحتفل بجوع غزة، وسلاسل متاجر أوروبية أعلنت وقف بيع بعض المنتجات الإسرائيلية “حتى إشعار آخر”.

وفى إطار البطولات الرياضية، رفضت لاعبة التنس التونسية أنس جابر اللعب أمام لاعبة إسرائيلية، كما انسحبت فرق من بطولة شطرنج فى جورجيا بسبب مشاركة إسرائيلية.

وقام عدد من شعوب العالم بمحاصرة السفارات الإسرائيلية، ففي إسطنبول بتركيا، تجمع الآلاف أمام القنصلية الإسرائيلية لعدة أيام، ونصبوا خيامًا رمزية تمثل العائلات التى تم تجويعها فى غزة.

وفى مدريد بإسبانيا، أحاط المتظاهرون بالسفارة وكتبوا على الجدران، “جوعكم لن يُنسى غزة ستنتصر”، وقامت الشعوب بالضغط على الحكومات للاعتراف بفلسطين، كما حدث في إسبانيا، أيرلندا، النرويج، للاعتراف الرسمى بدولة فلسطين، حيث جاء القرار بعد ضغط شعبى واسع، ومظاهرات طلابية ونقابية، وقال أحد النواب الإسبان: “شعبنا لن يقف متفرجًا على حصار غزة وتجويع الأطفال”.

البرلمان الأوروبى على خط الأزمة

كما حدثت موجة اعترافات دبلوماسية بفلسطين فى دول أوروبية شرقية (سلوفينيا أو سلوفاكيا) أعلنت اعترافها رسميًا بدولة فلسطين، حملة أوروبية فى البرلمان الأوروبى تضغط من أجل اعتراف جماعى بدولة فلسطين بحلول نهاية 2025.

واتخذت بعض الحكومات مواقف أكثر تشددًا، حيث صرح رئيس وزراء أيرلندا علنًا أن إسرائيل أصبحت “دولة منبوذة أخلاقيًا” بسبب حصارها لغزة، وطالبت جنوب إفريقيا بتجميد عضوية إسرائيل فى بعض الوكالات التابعة للأمم المتحدة.

وعاد زخم المظاهرات الشعبية، واندلعت مواجهات واحتجاجات جديدة فى فرنسا، حيث تحدث مسيرات ليلية كل يوم جمعة، وفى ألمانيا كانت هناك مظاهرة حاشدة فى برلين نظمتها نقابات عمالية، وكانت هناك مظاهرات مليونية ضد إسرائيل فى العاصمة الأسترالية سيدني، وكان الشعار الموحد “فكواالحصار، أوقفوا الإبادة، عاقبوا إسرائيل”، وكانت هناك عمليات محاصرة وطرد لسياح إسرائليين فى إيطاليا.

دولة بلا شرعية

وركزت دراسة بعنوان “نزع الشرعية عن إسرائيل”، نشرتها مؤسسة “راند” الأمريكية على تحليل سر فقدان إسرائيل لشرعيتها الدولية، سواء على المستوى الشعبى أو الدبلوماسى أو القانوني، نتيجة سياساتها تجاه الفلسطينيين، خاصة فى ظل استمرار الاحتلال، والاستيطان، والحصار، واستخدام القوة المفرطة.

وأكدت الدراسة أن الكيان فقد التأييد الأخلاقى فى الرأى العام العالمي، الذى أعتبر إسرائيل دولة فصل عنصرى (أبارتايد)، وتصاعد حملات نزع الشرعية القانونية من خلال المؤسسات الدولية.

ومن أهم العوامل التى تدفع لعزلة الكيان ونزع الشرعية الدولية عنه، وبحسب دراسة “راند”، التى أكدت أن العوامل التى تدفع نحو نزع شرعية الكيان هى الاستيطان فى الضفة الغربية، أكبر مصدر لنزع الشرعية، بالإضافة للحروب على غزة، التى تجعل الاحتلال الإسرائيلى يظهر كقوة استعمارية وعدوانية، كما أن الكيان يصدر قوانين عنصرية فى الداخل ضد العرب، مع فشل عملية السلام واستمرار الاحتلال العسكري.

ورصدت الدراسة عدة أشكال لفرض العزلة على إسرائيل ونزع شرعيتها الدولية، ومنها حملات المقاطعة (BDS) هددت مؤسسات التعليم والتجارة والثقافة، والتشكيك فى شرعية الدولة نفسها، من قبل ناشطين وأكاديميين، وتحقيقات دولية مثل تلك التى تقودها الأمم المتحدة أو المحكمة الجنائية.

ويقود حراك عزلة إسرائيل منظمات غير حكومية دولية، وجامعات، ونقابات، وحركات شبابية، ودول فى “الجنوب العالمي” مثل أمريكا اللاتينية، وجنوب إفريقيا، بالإضافة لأصوات يهودية تقدمية فى أمريكا وأوروبا.

وتؤكد دراسة مؤسسة “راند” أن التهديد بعزلة إسرائيل ونزع الشرعية الدولية عن الكيان يعتبره تهديدًا نفسانيًا واستراتيجيًا طويل الأمد، وليس عسكريًا مباشرًا، وله تأثير تراكمى يؤدى إلى تآكل الشرعية الدولية، وتجاهله أو الرد عليه بقوة قد يؤدى إلى تسريع فقدان إسرائيل لمكانتها.

كما أظهرت دراسة عن عزلة إسرائيل، صادرة عن المركز العربى للأبحاث ودراسة السياسات، أن إسرائيل تواجه عزلة غير مسبوقة بعد استخدام الحصار والتجويع، والرأى العام العالمى هو المحرك الجديد لمعادلة العلاقات الدولية، وأن العزلة المتزايدة على الكيان قد تؤدى إلى تفكك شبكات التطبيع أو تجميدها.

وأشارت الدراسة إلى حدوث تحول نوعى فى موقع إسرائيل الدولي، حيث فقد الكيان صورته كـ “دولة ديمقراطية غربية” فى أعين كثير من الشعوب، وخاصة فى الجنوب العالمي، وأصبحت إسرائيل تُرى كدولة احتلال واستعمار استيطاني، خاصة بعد جرائم الحرب الموثقة فى غزة.

وأكدت الدراسة أن دول أمريكا اللاتينية (بوليفيا، تشيلي، كولومبيا) تقود تحركًا لقطع العلاقات مع الكيان أو تجميدها، كما بدأت دول إفريقيا تتبع جنوب إفريقيا التى رفعت الصوت عاليًا فى محكمة العدل الدولية، وكثير من هذه الدول لا ترى إسرائيل سوى كقوة استعمارية توسعية، لكنها لم تنتج شرعية شعبية لإسرائيل.