فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

معنى «وتبتل إليه تبتيلا»، تفسير الشيخ محمد سيد طنطاوي للآية 8 من سورة المزمل

الشيخ محمد سيد طنطاوي،
الشيخ محمد سيد طنطاوي، فيتو

تحدث الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق في تفسيره لـسورة المزمل، عن أوامر المولى عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم، موضحا معنى «وتبتل إليه تبتيلا» في الآية الكريمة.

سورة المزمل الآية 8

قال تعالى: «وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا».

سورة المزمل الآية 8
سورة المزمل الآية 8

تفسير الشيخ محمد سيد طنطاوي للآية 8 من سورة المزمل

قال الشيخ محمد سيد طنطاوي: أمر الله - سبحانه- بعد ذلك بالمداومة على ذكره ليلا ونهارا فقال: «وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا. رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا». وقوله- سبحانه-: وَتَبَتَّلْ من التبتل، وهو الاشتغال الدائم بعبادة الله- تعالى-، والانقطاع لطاعته، ومنه قولهم بتل فلان الحبل، إذا قطعه، وامرأة بتول.

وأوضح الشيخ طنطاوي: أي: منقطعة عن الزواج، ومتفرغة لعبادة الله- تعالى- والمراد به هنا: التفرغ لما يرضى الله- تعالى-، والاشتغال بذلك عن كل شيء سواه. أي: وداوم- أيها الرسول الكريم- على ذكر الله- تعالى- عن طريق تسبيحه، وتحميده وتكبيره، وتفرغ لعبادته وطاعته تفرغا تاما، دون أن يشغلك عن ذلك شاغل.

معنى «وتبتل إليه تبتيلا»

وأكمل طنطاوي: وليس المراد بقوله- تعالى-: «وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا» الانقطاع التام عن الأعمال، لأن هذا يتنافى مع قوله- تعالى- قبل ذلك: «إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحًا طَوِيلًا»، وإنما المراد التنبيه إلى أنه صلى الله عليه وسلم ينبغي له أن لا يشغله السبح الطويل بالنهار، عن طاعته- عز وجل- وعن المداومة على مراقبته وذكره.

 الشيخ محمد سيد طنطاوي
 الشيخ محمد سيد طنطاوي

الاشتغال بأمر الدعوة إلى وحدانية الله

وأشار إلى أن ما كان يقوم به النبي صلى الله عليه وسلم من الاشتغال بأمر الدعوة إلى وحدانية الله- تعالى-، ومن تعليم الناس العلم النافع، والعمل الصالح... كل ذلك يندرج تحت المواظبة على ذكر الله- تعالى-، وعلى التفرغ لعبادته.

واضاف: وقال- سبحانه- وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا ولم يقل تبتلا حتى يكون الفعل موافقا لمصدره، للإشارة إلى أن التبتل والانقطاع إلى الله يحتاجان إلى عمل اختياري منه صلى الله عليه وسلم، بأن يجرد نفسه عن كل ما سوى الله- تعالى-، وبذلك يحصل التبتل الذي هو أثر للتبتيل، بمعنى: ترويض النفس وتعويدها على العبادة والطاعة.