فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

التبول اللاإرادي عند البالغين، الأسباب وطرق التعامل معه

البالغين
البالغين

بينما يعد تبول الأطفال في الفراش أمرًا طبيعيا لا يثير القلق الكبير، فإن حدوث التبول اللاإرادي لدى البالغين غالبًا ما ينظر إليه بجدية أكبر، إذ قد يكون مؤشرًا على مشكلة صحية تستدعي الانتباه.

 وعلى الرغم من أن الكثيرين يعتقدون أن هذه الحالة نادرة بين الكبار، إلا أن الأبحاث الطبية تشير إلى أنها ليست كذلك، بل قد تكون علامة على اضطرابات أو أمراض أعمق.  

ما مدى انتشار التبول اللاإرادي بين البالغين؟

تشير الدراسات إلى أن التبول اللاإرادي أكثر شيوعًا بين الأطفال مقارنة بالبالغين، فوفقًا لبيانات StatPearls، يعاني حوالي 25% من الأطفال من التبول الليلي المتكرر في سن الرابعة، وتنخفض النسبة إلى نحو 15% في سن الخامسة. 

 أما عند البالغين، فتتراوح نسبة الإصابة بين 1% و2% فقط من السكان، غير أن كثيرين منهم يتجنبون الحديث عن الأمر بسبب الشعور بالحرج أو الخوف من الوصمة الاجتماعية. 

الأسباب الشائعة للتبول اللاإرادي لدى البالغين

التبول اللاإرادي عند البالغين قد ينجم عن عدة عوامل طبية، أبرزها:

التهابات المسالك البولية: إذ تؤدي إلى تهيج المثانة وزيادة نشاطها، ما يسبب رغبة مفاجئة في التبول يصعب السيطرة عليها، حتى أثناء النوم.

مرض السكري: ارتفاع مستويات السكر في الدم يدفع الجسم للتخلص منه عبر البول، ما يزيد الحاجة للتبول ليلًا واحتمالية حدوث الحوادث الليلية.

انقطاع النفس أثناء النوم: حيث يتوقف التنفس لفترات وجيزة خلال النوم، مما يخل بمستويات الهرمونات ويؤدي إلى إنتاج المزيد من البول دون وعي الشخص.

الإمساك المزمن: يضغط على المثانة ويجعل التحكم في البول أكثر صعوبة.

المثانة مفرطة النشاط: انقباضات المثانة المفاجئة والمتكررة قد تسبب تسرب البول أثناء النوم.

التصلب المتعدد (MS): يؤثر على إشارات الأعصاب المسؤولة عن التحكم في المثانة.

إصابات الحبل الشوكي: تعطل التواصل بين الدماغ والمثانة، مما يضعف السيطرة على التبول.

الاختلالات الهرمونية: انخفاض مستويات الهرمون المضاد لإدرار البول (ADH) يجعل الجسم يستمر في إنتاج كميات كبيرة من البول أثناء النوم.

الأدوية: مثل مدرات البول التي تزيد من إنتاج البول، أو المهدئات التي تقلل قدرة الدماغ على الاستيقاظ عند امتلاء المثانة.

القلق والتوتر: الضغط النفسي الشديد قد يفاقم المشكلة، خاصة خلال الفترات العاطفية الصعبة.

طرق التشخيص والعلاج

عادة ما يبدأ تشخيص التبول اللاإرادي لدى البالغين بجمع التاريخ الطبي الكامل وإجراء فحص سريري شامل، إلى جانب اختبارات إضافية مثل تحليل البول، وفحوصات ديناميكية المثانة، ودراسات النوم، للكشف عن حالات مثل السكري أو انقطاع النفس النومي أو الاضطرابات العصبية.

أما العلاج، فيعتمد بشكل أساسي على السبب الكامن. قد يشمل ذلك:

تغييرات في نمط الحياة مثل تقليل تناول السوائل مساءً، أو تدريب المثانة، أو ممارسة تمارين قاع الحوض.

العلاج النفسي أو السلوكي في حال كان التوتر أو القلق من العوامل المساهمة.

علاج الأمراض المسببة مثل السيطرة على مرض السكري أو معالجة التهابات المسالك البولية أو مشكلات النوم.

نصائح عملية لإدارة التبول اللاإرادي لدى البالغين

للتقليل من المشكلة وتحسين جودة الحياة، ينصح الأطباء باتباع الآتي:

تقليل تناول السوائل مساءً، خصوصًا المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الكحول.

التبول مباشرة قبل النوم، ومحاولة تكرار التبول مرتين بفارق دقائق قليلة.

ضبط منبه للاستيقاظ مرة أو مرتين خلال الليل للتوجه إلى الحمام.

الحفاظ على وزن صحي وتجنب الأطعمة التي تهيج المثانة مثل الأطعمة الحارة.

ممارسة تمارين كيجل لتقوية عضلات قاع الحوض وتحسين السيطرة على المثانة.

إنشاء روتين نوم هادئ لتقليل التوتر وتعزيز النوم المريح.

استخدام أغطية واقية أو منتجات ماصة لتفادي الانزعاج والحفاظ على النظافة.


واستشارة الطبيب تبقى خطوة أساسية إذا استمرت الأعراض، إذ قد تكشف الفحوصات عن أسباب طبية تحتاج إلى علاج متخصص.