فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

السمسمية والحناء، موروث السويس بين المقاومة والفرح الشعبي بمعرض الكتاب الـ3 (صور)

معرض السويس للكتاب
معرض السويس للكتاب

شهد جمهور معرض السويس الثالث للكتاب، المقام حاليا على ممشى المحافظة، من تنظيم الهيئة المصرية العامة للكتاب، لقاءً مميزًا جمع نخبة من الشعراء والباحثين والفنانين المهمومين بالتراث الثقافي للمدينة.

السمسمية وطقوس ليلة الحناء 

و دار النقاش حول قيمة السمسمية وأغانيها الشعبية، وطقوس ليلة الحناء بما تحمله من دلالات تاريخية وفنية وإنسانية.

افتتح الشاعر إبراهيم أحمد أبو سمرة الحديث بسؤال بدا بسيطًا في ظاهره: لماذا نكرر الكلام عن السمسمية؟، ليجيب: لأن هذا التراث العظيم يجب أن تتوارثه الأجيال، تحفظه وتدرك معانيه، ولأن مدينة السويس تستحق أن يُروى تاريخها المقاوم من خلال فنونها.

وأشار إلى أن السمسمية ليست مجرد آلة موسيقية، بل امتداد مباشر لآلة الهارب المصرية القديمة، فهي آلة ولاد البلد، بدأت بخمسة أوتار ثم ستة، وتطورت حتى وصلت في بعض الأحيان إلى 20 وترا، وقد تواترتها الأجيال جيل عن جيل، مما زاد من قيمتها، على النحو الذي يستدعي ضرورة الحفاظ عليها وعلى نصوصها الغنائية.

ومما زاد من قيمتها مؤخرا ربط  هذه الآلة بآكل العيش، بوصفها مصدرا من مصادر الرزق والدخل لفئة من الناس، داعيًا وزارة الثقافة لدعم فناني السمسمية وتشجيع الأجيال الجديدة على تعلّمها.

من جانبه، تناول الباحث أحمد الغزالي طقس ليلة الحناء باعتباره "ليلة الليالي"، حيث يُعلن الزواج وتعم الأفراح الشعبية.

وأوضح أن تقاليدها تبدأ بالخطبة وقراءة الفاتحة والشبكة وعقد القران، ثم تأتي ليلة الحناء التي تنقسم إلى يومين: الأول "حنة الستات"، قاصرة على النساء والأطفال وله أغانيه الخاصة، واليوم الثاني "حنة الرجالة"، حيث ينهمك الشباب في تجهيز مكان الحفل بالمقاعد والأنوار وجهاز الصوت، فيما تنشغل السيدات بتحضير الطعام، بينما يستعد العريس والعروس لسهرة العمر.

وأشار الغزالي إلى أن طقس "الصينية" يمثل ذروة الاحتفال؛ إذ يتم إعداد معجون الحناء ووضع الشموع بداخله، ثم يخرج الحافظ الأكبر للصينية إلى الميدان بصوت جهوري معلنًا بدء الطقس، في لحظة احتفالية تحمل رمزية عميقة.

وفي ختام اللقاء أجمع المشاركون على أن السمسمية والحناء ليستا مجرد فنون وطقوس احتفالية، بل هما ذاكرة جمعية تحمل ملامح الهوية المصرية والسويسية، تستحق التوثيق والدعم للحفاظ على استمراريتها بين الأجيال القادمة.