فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

دون تهاون، كيف يواجه القانون جريمة خطف الأطفال؟

خطف الأطفال، فيتو
خطف الأطفال، فيتو

ليست مجرد واقعة إجرامية عابرة، بل جرح يصيب قلب المجتمع مباشرة. جريمة خطف الأطفال تزلزل الشعور العام بالأمان، إذ تهدد كل بيت وتفتح الباب أمام كوابيس الفدية والاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي. وفي مواجهة هذه الجريمة التي لا يطويها النسيان، يضع القانون المصري أشد العقوبات لحماية الصغار وردع من تسوّل لهم أنفسهم المساس بهم.

 

عقوبات خطف الأطفال في مصر

قانون العقوبات المصري لا يلين أمام جرائم خطف الأطفال. فالحد الأدنى للعقوبة هو السجن المشدد عشر سنوات، وترتفع إلى المؤبد إذا ارتبط الخطف بالإكراه أو بدافع الحصول على فدية. أما إذا اقترنت الجريمة باعتداء جنسي، فقد تصل العقوبة إلى الإعدام.

ولا يقتصر الردع على هذا فقط، فالقانون يلاحق أيضًا صورًا أخرى من الجرائم، مثل إخفاء الأطفال حديثي الولادة أو استبدالهم عمدًا أو نسبهم لغير والديهم، وهي أفعال يعاقب مرتكبوها بالسجن لمدد تصل إلى 15 عامًا.

وباعتبارها جريمة تمس كرامة الإنسان وبنية المجتمع، لا تسقط جرائم خطف الأطفال بالتقادم. بل إن الإطار القانوني يتوسع ليشمل قانون مكافحة الاتجار بالبشر رقم 64 لسنة 2010، الذي يفرض عقوبات تصل إلى الإعدام إذا ترتب على الجريمة وفاة الطفل أو إصابته بعاهة مستديمة.

جهود الدولة والمجتمع لمكافحة خطف الأطفال 

في السنوات الأخيرة، كثفت أجهزة الأمن بالتعاون مع المجلس القومي للطفولة والأمومة جهودها لمواجهة هذه الجرائم، عبر تفعيل البلاغات الفورية، وتوسيع حملات التوعية في المدارس والمناطق الشعبية، ورصد أنماط الخطر قبل تفاقمها.

لكن الوقاية تبقى السلاح الأول. يقظة الأسرة، متابعة المدرسة، وانتباه الجيران عناصر لا تقل أهمية عن القانون نفسه، فهي الجدار الذي قد يمنع وقوع الجريمة من الأساس.


يمكن القول ان جريمة خطف الأطفال ليست مجرد اعتداء على فرد، بل على المجتمع كله. القانون المصري يردعها بأقسى العقوبات، لكن الردع الحقيقي يبدأ من وعي المجتمع نفسه. فالأمان لا يُستعاد بالقوانين فقط، بل باليقظة الجماعية التي تحرس براءة الصغار قبل أن تُسرق.