فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

رصيدها أوشك على النفاد.. انتخابات الشيوخ تكشف المستور بالأحزاب العريقة.. الوفد والتجمع في المؤخرة.. أسباب التراجع أمام الكيانات الجديدة.. وقيادي حزبي: النظام الانتخابي الحالي لا يوفر تنافسية حقيقية

انتخابات مجلس الشيوخ،
انتخابات مجلس الشيوخ، فيتو

أظهرت النتائج النهائية لانتخابات مجلس الشيوخ والتي لم يتبقَ منها سوى مقاعد طفيفة في الإعادة، تراجعا واضحا لأقدم الأحزاب السياسية على الساحة، ومنها حزب الوفد الذي تجاوز عمره المائة عام، وحزب التجمع اليساري الذي مضت عليه أيضًا عقود طويلة منذ نشأته.

انتخابات مجلس الشيوخ 

وكانت هذه النتائج متوقعة بالفعل قبل الانتخابات الأخيرة، خاصة منذ تشكيل القائمة الوطنية وظهور حصص الأحزاب السياسية فيها، إذ لم يحصل حزب الوفد سوى على مقعدين فقط في القائمة، فيما حصل حزب التجمع على عدد قليل أيضًا، مع بقاء فرصة أخيرة لها في المنافسة على مقاعد الفردي المائة.

 

لقد تغيرت معادلة الانتخابات كثيرا خلال السنوات الماضية، فلم يعد الحزب القديم هو صاحب اليد العليا في المنافسة أو من يحصد أغلبية المقاعد.

بل على العكس، سبقت الأحزاب السياسية الحديثة بخطوات واسعة، سواء عبر القائمة الوطنية أو المقاعد الفردية فحزب “مستقبل وطن”، على سبيل المثال، حاز أغلبية المجلس رغم حداثة نشأته، وكذلك حزب “حماة الوطن”، فضلا عن حزب “الجبهة الوطنية” الذي لم يمض على تأسيسه سوى أشهر قليلة، ومع ذلك حصل على ما لم تحصل عليه الأحزاب التاريخية.

تراجع دور الأحزاب السياسية القديمة

وربما يرجع ذلك إلى تراجع دور  الأحزاب السياسية القديمة في الشارع السياسي، لتحل محلها الأحزاب الجديدة كما أن للمال السياسي أثرا لا يمكن إغفاله في حسم نتائج الانتخابات، إذ يعزز من فرص من يملكه في الفوز ومع ذلك، فإن النجاح الانتخابي لا يتحقق بالمال وحده، بل يحتاج إلى عناصر متكاملة، من بينها التواجد الفعلي في الشارع، وإقناع المواطن ببرنامج الحزب، إلى جانب القدرة على الإنفاق على الحملات والدعاية فالانتخابات لا تمنح الفوز من فراغ، وإنما تحتاج إلى جهد منظم ومتكامل.

وفي السياق، قال المهندس محمدي فرج، الأمين العام المساعد لشئون التدريب والتثقيف بـ “حزب التجمع” وعضو المكتب السياسي للحزب: إن حزب التجمع لم تتراجع مكانته فى الشارع المصري، لكن إذا كنا نقصد نتائج الحزب فى انتخابات مجلس الشيوخ فيجب أن نعلم أن تمثيل الأحزاب فى مجلس الشورى قديما، والمسمى حاليا بمجلس الشيوخ كان قليلا جدا منذ نشأة المجلس، أضف إلى ذلك أن النظام الانتخابي حدد 100 مقعد للقائمة، و100 مقعد للفردي، و100 مقعد بالتعيين، وهذا النظام يجعل تمثيل الأحزاب السياسية ذات الأيديولوجية السياسية ضعيفا، وأبرز مثال حزبا التجمع والوفد، وهما من أعرق الأحزاب على الساحة السياسية.

نظام القوائم المغلقة لعب دورًا في عدم إتاحة الفرصة للتنافس بين الأحزاب

وأكد فرج في تصريح لـ “فيتو” أن نظام القوائم المغلقة أيضًا لعب دور في عدم إتاحة الفرصة للتنافس بين الأحزاب، وكما رأينا هي قائمة واحدة نجحت حال حصولها على 51% من الأصوات، مما جعلها تحصد كل المقاعد، ولو كان النظام بالقوائم النسبية لمثلت الأحزاب بشكل أكبر حسب الأصوات التى تحصل عليها، أضف إلى ذلك أن الإقبال الحزبي للترشح على مقاعد مجلس الشيوخ منذ القدم لا يكون بالنسبة الكافية.

الانتخابات الفردية في مجلس الشيوخ جعلت المحافظة كاملة دائرة واحدة

وتابع محمد فرج أن الانتخابات الفردية فى مجلس الشيوخ جعلت المحافظة كاملة دائرة واحدة، وهذا أمر صعب على أي مرشح أن يقوم بتغطية المحافظة من ناحية الدعاية والخدمات والنفقات، وبالتالي فالنظام الانتخابي الحالي لا يوفر تنافسية حقيقية بين الأحزاب.