الأزمات تلاحق نقابة المهن الموسيقية.. صدامات مع النجوم وتشديد الرقابة على المهرجانات.. وتدخل في معركة من أجل الحفاظ على الذوق العام
تشهد نقابة المهن الموسيقية منذ بداية هذا الصيف سلسلة من الأزمات المتلاحقة، التي جعلتها حديث الجميع في الآونة الأخيرة، ووضعتها في مواجهة مباشرة مع بعض نجوم الصف الأول، إضافة إلى حالة من الشد والجذب مع عدد من مطربي المهرجانات.
هذه الأزمات التي تراوحت بين الخلافات الشخصية وتجاوزات الحفلات، سلطت الضوء على دور النقابة، وأعادت الجدل حول حدود تدخلها وصلاحياتها في زمن تتسارع فيه الأخبار وتتصدر اللقطات القصيرة "التريند" في دقائق.
أزمة راغب علامة.. من اتهامات حادة إلى إغلاق الملف
من أبرز هذه الأزمات، الأزمة التي اندلعت مع الفنان اللبناني راغب علامة، عقب تداول تصريحات نُسبت إليه واعتبرها البعض مسيئة لمصر.
الواقعة أثارت موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، دفعت النقابة إلى فتح تحقيق عاجل، برئاسة النقيب مصطفى كامل، للاستماع لوجهة نظر الفنان.
ورغم أن الأزمة كادت أن تتصاعد، فإن تدخل مباشر من النقيب والنقابة ساهم في احتوائها سريعًا، بعدما أوضح راغب علامة ملابسات ما حدث، وأكد احترامه الكامل للشعب المصري وتاريخه الفني الطويل في مصر.
انتهى الملف رسميًا بإعلان النقابة إغلاق التحقيق، وعودة العلاقات إلى طبيعتها، في مشهد عكس رغبة الطرفين في تجنب أي تصعيد قد يضر بالصورة العامة.
مطربو المهرجانات.. قفص الاتهام لا يفرغ
بالتوازي مع أزمة راغب علامة، وجدت النقابة نفسها في قلب معركة جديدة، ولكن هذه المرة مع عدد من مطربي المهرجانات، على خلفية ما وصفته بـ"المخالفات الفنية والأخلاقية" في حفلات الساحل الشمالي.
انتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل تظهر مشاهد وألفاظ اعتبرتها النقابة غير لائقة، ما دفعها لاستدعاء بعض المطربين للتحقيق، ومطالبتهم بالالتزام بالمعايير والضوابط التي وضعتها سلفًا.
هذه ليست المرة الأولى التي تشتبك فيها النقابة مع هذا النوع من الغناء، إذ سبق أن أصدرت قرارات بمنع أو إيقاف بعض الأسماء، قبل أن تعود وتمنحهم تصاريح مشروطة، في محاولة لفرض "خطوط حمراء" واضحة على المحتوى المقدم للجمهور.
معركة الحفاظ على الذوق العام
تعيش نقابة المهن الموسيقية حاليًا حالة ضغط غير مسبوقة، فهي من ناحية مطالبة بالدفاع عن صورة الفن المصري أمام الجمهور المحلي والعربي، ومن ناحية أخرى مطالبة بمواكبة التغيرات الهائلة في صناعة الترفيه، حيث تتجاوز بعض الحفلات والمنصات الرقمية قدرة أي جهة على الرقابة الكاملة.
ويرى خبراء أن النقابة أصبحت في موقف أشبه بـ"المشي على حبل مشدود"، إذ إن أي قرار بالمنع أو الإيقاف قد يثير اتهامات بالتضييق على حرية الإبداع، بينما أي تساهل قد يفسر على أنه تهاون في حماية القيم الفنية.
الحسم بلا استثناء
النقيب مصطفى كامل أكد أكثر من مرة، أن النقابة ستواصل تطبيق القانون على الجميع، دون النظر لحجم أو شهرة الفنان، قائلًا:"لن نسمح بأي تجاوزات تسيء إلى الذوق العام أو تهدد قيم المجتمع، سواء من نجم كبير أو فنان شاب، والالتزام بالقواعد شرط أساسي للاستمرار".
كما أشار إلى أن النقابة تضع في اعتبارها التطور السريع في شكل الحفلات والمحتوى الفني، لكنها في الوقت ذاته لن تتنازل عن دورها كـ"حارس للبوابة" الفنية في مصر.
صيف ساخن للنقابة
تثبت الأحداث الأخيرة أن صيف 2025 سيكون واحدًا من أكثر الفترات سخونة في تاريخ نقابة المهن الموسيقية، مع تعدد الملفات المفتوحة وتزايد الضغوط الإعلامية والجماهيرية.
ومع استمرار الجدل حول حرية الإبداع وحدود الرقابة، يبدو أن النقابة أمام اختبار حقيقي لقياس قدرتها على الموازنة بين حماية الذوق العام ومنح الفنانين مساحة للتعبير، في وقت أصبحت فيه اللقطات القصيرة قادرة على إشعال أزمة كاملة في ساعات قليلة.