هل تكون خنجرا في ظهر مصر، محادثات بين إسرائيل وجنوب السودان لإعادة توطين سكان غزة
كشف تقرير لصحيفة "جيروزاليم بوست"، الثلاثاء، بأن إسرائيل تجري محادثات مع جنوب السودان بشأن خطط لإعادة توطين سكان غزة.
وأضافت الصحيفة أن الصفقة بين جنوب السودان وإسرائيل يمكن أن تساعد البلدين في بناء علاقات أوثق.
ووفق الصحيفة، فإن وفدًا إسرائيليًّا يخطط لزيارة جنوب السودان لبحث إمكانية إقامة مخيمات للفلسطينيين الذين يرغبون في الانتقال إلى هناك.
كذلك قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن نائب وزير خارجية جنوب السودان، زار إسرائيل، الأسبوع الماضي.
وفي نفس السياق أفاد موقع "واينت" العبري، بأن إسرائيل تجري محادثات مع خمس دول، منها جنوب السودان، بشأن استيعاب النازحين من غزة على أراضيها.
ولفت الموقع إلى أنه في الأسبوع الماضي، زار وزير خارجية جنوب السودان ونائبه إسرائيل، وفي الوقت نفسه، تبذل جهود في تل أبيب لنقل النازحين إلى إندونيسيا وليبيا وإثيوبيا ودولة إفريقية أخرى.
في غضون ذلك، صرح مسؤول إسرائيلي، عن ملف ما يسمى "بالهجرة الطوعية"، بأنهم "يجربون جميع السبل. هناك جدية نسبية في هذا الشأن. كما أننا نجري محادثات مع دول ستتحدث مع دول ثالثة"، وفق تعبيره.
وأفادت وكالة أسوشيتد برس عن المحادثات بين إسرائيل وجنوب السودان، نقلا عن ستة مصادر مطلعة على التفاصيل، بأنه لم يتضح بعد مدى التقدم الذي أحرزته.
وأشارت المصادر إلى أنه في حال تطبيقها، ستؤدي الخطط إلى نقل سكان من منطقة مزقتها الحرب وتعاني من شحّ الغذاء إلى دولة تعاني من الوضع نفسه، مما يثير مخاوف بشأن حقوق الإنسان.
بالنسبة لجنوب السودان نفسه، قد يسهم هذا الاتفاق في تعزيز علاقاته مع إسرائيل، كما يمثل وسيلة محتملة لتحسين العلاقات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي طرح فكرة إعادة توطين سكان غزة في فبراير، لكنه بدا وكأنه يتراجع عنها في الأشهر الأخيرة، وفق ما نقل "واينت" عن "أسوشيتد برس".
في غضون ذلك، صرح متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بأنه لن يعلق على المحادثات الدبلوماسية الخاصة، وأن مصر تعارض مقترحات توطين سكان غزة خارج القطاع.
ونقلت الوكالة عن مصادر قولها إن إسرائيل ستمول على الأرجح بناء هذه المخيمات المؤقتة. وصرح مصدران، وهما مواطنان مصريان، لوكالة أسوشيتد برس بأنهما على علم منذ أشهر بجهود إسرائيل لإيجاد دولة تقبل الفلسطينيين.
وأضاف المصدران أنهما يعملان على ضمان عدم قبول جنوب السودان للنازحين من غزة.
وبحسب المصادر فإن "واشنطن على علم بالمحادثات التي تجريها إسرائيل، مع جنوب السودان لكنها لا تشارك فيها بشكل مباشر، كما أن جنوب السودان مهتم برفع ترامب للعقوبات المفروضة على عدة جهات في البلاد".
وكان وزير الخارجية بدر عبد العاطي، قد انتقد في وقت سابق الثلاثاء، محاولات إسرائيل لتهجير الفلسطينيين، قائلا إنه "ليس هناك مبرر قانوني أو أخلاقي لإخراج الفلسطينيين من أرضهم. ولو حدث ذلك، لن يعودوا إلى أرضهم مرة أخرى. إسرائيل تريد منحهم تذكرة خروج فقط".
وفي سياق متصل، يمارس ممثلون لـ 26 دولة غربية والمفوضية الأوروبية ضغطا على إسرائيل كي تسمح بدخول قوافل المساعدات إلى قطاع غزة.
وجاء في بيان مشترك لثلاثة من مفوضي الاتحاد الأوروبي، ومن بينهم الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، فضلا عن وزراء خارجية معظم دول الاتحاد الأوروبي وأستراليا وكندا وأيسلندا واليابان والنرويج وسويسرا والمملكة المتحدة: "لا بد أن يتم استخدام جميع المعابر والطرق للسماح بتدفق المساعدات إلى غزة، بما في ذلك الغذاء والإمدادات الغذائية والمأوى والوقود والمياه النظيفة والأدوية والمعدات الطبية".
وأضاف البيان أن "المعاناة الإنسانية في غزة بلغت مستويات لا يمكن تصورها. إن المجاعة تنكشف أمام أعيننا. وهناك حاجة عاجلة الآن لوقف المجاعة وعكس مسارها".
وطالب البيان أيضا حكومة إسرائيل بالسماح لشحنات الإغاثة التي ترسلها المنظمات غير الحكومية ووقف حظر عمل الأطراف الفاعلة الإنسانية الأساسية.