فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

غياب وتنسيق منخفض، "فيتو" تكشف كواليس رسوب 84% من طلاب أصول الدين بالزقازيق

طلاب جامعة الأزهر
طلاب جامعة الأزهر

شهدت كلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع الزقازيق واقعة مثيرة للجدل، بعدما أظهرت نتائج امتحانات نهاية العام الدراسي الجاري رسوب أكثر من 84% من طلاب الفرقة الأولى، في واقعة أثارت موجة من الغضب والدهشة بين الطلاب، وامتدت أصداؤها إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تساؤلات عديدة حول أسباب هذه النسبة المرتفعة وغير المسبوقة.

رسوب 84% من طلاب الفرقة الأولى بـ"أصول الدين" في الزقازيق

وبحسب ما أكدته مصادر مطلعة داخل جامعة الأزهر، فإن نسبة الرسوب الكبيرة جاءت نتيجة مجموعة من العوامل المتداخلة، أبرزها ارتفاع معدلات الغياب بين طلاب الفرقة الأولى طوال العام الدراسي، وضعف التفاعل مع المحاضرات والدروس، إلى جانب تدني المستوى التحصيلي العام لعدد كبير من الطلاب المقبولين حديثًا بالكلية، خاصة في ظل انخفاض الحد الأدنى للقبول هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة.

الغياب وغياب الدافع

ومن جانبه، أوضح مصدر داخل جامعة الأزهر  – فضل عدم ذكر اسمه – أن نسبة كبيرة من طلاب الفرقة الأولى لم يكونوا منتظمين في الحضور خلال العام، مشيرًا إلى أن بعض المواد تعتمد على الفهم والتدرج العلمي الذي لا يمكن تحصيله إلا عبر المتابعة المباشرة للمحاضرات، وهو ما لم يحدث مع كثير من الطلاب.

وأضاف: "لاحظنا تراجعًا حادًا في التفاعل داخل المحاضرات، وحتى محاولات المتابعة مع الطلاب خارج القاعات لم تكن مجدية بسبب ضعف الحافز لدى الكثيرين، وافتقادهم للرؤية المستقبلية بشأن التخصص الذي التحقوا به".

تنسيق منخفض ومقررات صعبة

أحد أعضاء هيئة التدريس بالكلية أشار في تصريحات خاصة، إلى أن انخفاض تنسيق القبول بكلية أصول الدين هذا العام فتح الباب أمام دخول عدد كبير من الطلاب الذين لا يمتلكون خلفية علمية كافية تؤهلهم للتعامل مع طبيعة المقررات الدراسية، التي تعتمد بشكل أساسي على الفهم العميق للنصوص الشرعية واللغوية، والتدرج في علوم العقيدة والتفسير والحديث.

وأضاف: "المناهج بطبيعتها ليست سهلة، وهي تتطلب مجهودًا ومذاكرة مستمرة من الطالب، ومع غياب المتابعة، وضعف القدرات التحصيلية منذ البداية، تأتي النتيجة المنطقية في النهاية بهذا الشكل".

الجامعة: لا تدخل في أعمال التصحيح

في المقابل، أكدت مصادر رسمية بجامعة الأزهر أن ما حدث في كلية أصول الدين بالزقازيق لا يعكس وجود مشكلة في نظام الامتحانات أو في عملية التصحيح، موضحة أن أعمال التصحيح والمراجعة تتم وفق ضوابط صارمة، وتحت إشراف مباشر من الكلية، دون أي تدخل من الإدارة المركزية.

وأضاف المصدر أن الجامعة تتابع نتائج الكليات بصفة دورية، وحين تقع نسبة رسوب مرتفعة يتم طلب تقرير مفصل من الكلية المعنية لبحث أوجه القصور إن وجدت، لكن في الوقت نفسه فإن المسؤولية لا تقع فقط على الكلية، بل تشمل الطالب في المقام الأول، خاصة إذا تبيّن غياب المتابعة وضعف الالتزام طوال العام الدراسي.

تحرك طلابي للمطالبة بإعادة التصحيح

من جانبهم، عبّر عدد من طلاب الفرقة الأولى عن صدمتهم من النتيجة، معتبرين أن النسبة المرتفعة تستدعي مراجعة دقيقة لكراسات الإجابة، ومطالبين بفتح باب التظلم أمامهم، على أمل أن تكون هناك أخطاء في عملية الرصد أو التصحيح.

وقال أحد الطلاب: "كل دفعتنا تقريبا سقطت، ماينفعش يكون ده طبيعي! لازم نشوف حل والكلية توضح السبب الحقيقي".

في انتظار المراجعة.. والتحديات مستمرة

وتترقب الأوساط الطلابية والأكاديمية داخل جامعة الأزهر نتائج التظلمات وموقف إدارة الكلية من المطالبات الطلابية، وسط دعوات لإعادة النظر في منهجية التدريس ومتابعة أداء الطلاب بشكل أكثر دقة، خاصة في المراحل التأسيسية، لضمان تحصيل فعّال وتقليل نسب الرسوب المستقبلية.