ليست المرة الأولى التي أتحدث فيها عن فقه الأولويات عند تعاملنا مع الأخطار المحدقة بأمتنا العربية ولن تكون الأخيرة بالطبع, فآفة العقل الجمعي العربي هى النسيان
ما وصلنا له الآن وما نعانى من أثاره ليس في مصر فحسب ولكن في منطقتنا العربية منذ أخليت مصر عن مكانتها وقيادتها بفعل فاعل يدعوا للأسف..
في الحقيقة ملامح هيستريا ب إعلام الشر غير خافية علي أحد. تمتد من عودة التحريض وترويج الشائعات علنا في وسائل المواصلات إلي التحريض علي سحب المدخرات من البنوك الوطنية..
ما حدث وما يحدث في مصر والعالم العربى من جهل وتطرف وعنف وتخلف أعتقد أن سببه الرئيسى هو تهميش الثقافة بالمفهوم الواسع للكلمة..
الحكومة تبصر خطورة العلم والتعليم اللذين جرى إهمالهما طويلا على أيدي حكومات سابقة عمدت إلى المسكنات والإهمال حتى وصلنا لما نحن فيه من تردٍ كبير في التعليم..
هل قام إعلامنا وصحافتنا والدراما بوجه خاص بدورها في تحصين الرأي العام من رياح الفتن التي تهب من الفضائيات والمواقع الكارهة لمصر؟!
الوعي لا يقتصر فقط على معرفة المعلومة والحقيقة بل معرفة كيف يفكر الأعداء وكيف يسعون للهدم والتخريب، الوعي بأهمية العلم والعمل والبناء والتعمير..
ما تخوضه مصر الآن على المستويات كافة هو معركة وعي بالأساس، فتفكيك جبهتنا الداخلية هدف تسعى له جماعات الإرهاب وأهل الشر..
الإهتمام من قبل الرأى العام بالشأن العام لم يعد الآن كما كان من قبل عشر سنوات مضت، وهذا أمر لا يجب أن يمر مرور الكرام وإنما يستحق أن نتوقف أمامه لتغييره..
لقد صارت صناعة "الترند" خطر يهدد المجتمع، وأصبح "الوعي" هو العامل الوحيد القادر على التصدي لهذه الظاهرة المستحدثة ..
لنا فى تعامل الرئيس السيسى مع بسطاء الناس قدوة ونموذج يحتذى؛ فهو يدير حوارًا أخويًّا دافئًا معهم يخفف به آلامهم ويتفهم مشكلاتهم ويسارع بتلبية مطالبهم، وهو ما يجب أن يحتذيه سائر المسئولين..
قدمت دراما إجازة مفتوحة مشكلات الأبناء الذين اختطفهم النت والعالم الوهمي والبلاي ستيشن . قدم الزوجة الجامحة في عملها الطموحة للترقي على حساب الأسرة، وأن كانت ساندت زوجها في بطالته..
كان للإعلام دوره الطليعى في إذكاء روح الوطنية والحفاظ على الهوية المصرية وتنمية الوعي والارتقاء بالذوق العام بما كان يملكه من رؤى وقناعات وقدرة هائلة على التأثير والتغيير للأفضل..
مازلنا نعاني وجود من يسعى لتغييب دور الوعي بما يجري ويحاول خلط الدين بالسياسة لتحقيق أهداف تضر بالدولة؛ وهو ما يتطلب تكاتف كل مؤسسات الدولة لمواجهة تلك الجماعات..
الوعى الصحيح هو وعي يربي النشء والأطفال على احترام القيم وروح الأديان السماوية كافة التي تحرم سفك الدماء بغير حق و تنهى عن العنف بشتى صوره، والتحلي بروح المواطنة والتسامح..