رئيس التحرير
عصام كامل

من غير زعل (18)

* مركز تكوين

انتفاضة الغضب التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية تجاهكم لم تأت من فراغ، بل لأن شططكم الدائم - تحت دعوى التنوير- وصل لحد التشكيك في ثوابت عقائدية ونصوص قرآنية، لا يقبلها دين، نفرت منكم أغلب المصريين، لدرجة أنهم باتوا على قناعة بأنكم مجرد مضللين.. "ورحمة خالي حسن، علاقتكم بالتنوير لا تتعدى مفاتيح الكهربا اللي في بيوتكم".

* النائب العام

لمعاليكم كل الشكر والتقدير لاستجابتكم لرغبة الأغلبية العظمى من المصريين، وإحالة البلاغ المقدم من أحد المحامين ضد مجلس أمناء مركز تكوين الفكر العربي لنيابة أمن الدولة العليا، للتحقيق فيما ورد فيه من اتهامات تتعلق ببث أفكار متطرفة، والتشكيك في ثوابت الدين الإسلامي والسنة النبوية المطهرة، تحت دعوى التنوير وتجديد الخطاب الديني.

* شيخ الأزهر

في رد غير مباشر على تدشين ما يسمى بـ مركز تكوين الفكر العربي أعلنت الصفحة الرسمية لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية منذ أيام، عن إنشاء وحدة بيان لمواجهة الأفكار المنحرفة والمشككة في ثوابت الدين، في خطوة أراها غير كافية لردع قادة تكوين ومن على شاكلتهم.

وحدة بيان التي أعلنتم عن تدشينها معالي الإمام ليست بجديدة، وتم إنشاؤها في عام 2019، كما أن رد مؤسسة الأزهر الذي ورد على لسان أمين هيئة كبار العلماء غير كافٍ أيضا، لاسيما أنه أكد أنكم مازلتم تراقبون حقيقة ما ينشر عن تدشين مركز تكوين، الذي تحرك البعض ضده قضائيا بشكل فعلي.

معالي الإمام الأكبر.. "أتمنى أن يكون موقف مؤسسة الأزهر من تكوين ومن على شاكلتها أكثر حسما، والانضمام للبلاغ المقدم أمام نيابة أمن الدولة العليا، ببلاغ يحوي بشكل مفصل كل ما سبق من شطط من أمنائها بحق الإسلام، ولتكن المواجهة هذه المرة فكرية فاصلة أمام الرأي العام، يحسم أمرها القضاء".

* إبراهيم عيسى

لا أدرى السبب وراء خروجك بين الحين والآخر متعمدا إثارة الجدل، وكأنك تتعمد إثارة الرأي في توقيتات بعينها، لا يعلم الهدف منها أو أسبابها سواك، وآخرها تدشين مركز تكوين الفكر العربي، الذي تدعون أنه يهدف لبث روح التجديد والإصلاح وتطوير الفكر الديني، وإعادة النظر في الموروث، وغيرها من الأهداف.

غير أنني لا أدري كيف؟، وقد سبق أن أنكرت حدوث الإسراء والمعراج وقلت إنها قصة وهمية، وادعيت أَنَّ الإسراء وقع بالروح فقط؛ منكرا قول الله تعالى: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا"؛ ورغم إجماع العلماء على أن كلمة "بِعَبْدِهِ" في الآية الكريمة تعني وقوع المعجزة بالروح والجسد معا.

بل وشككت أيضا في معجزة المعراج منكرا قوله تعالى: "وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى، عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى، إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى، مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى، لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى".

وشككت أيضا في عدالة الفاروق عمر بن الخطاب، وقلت نصا: "بيقولك عدلت فأمنت فنمت يا عمر، وفرحان أوي بعدالة عمر، طيب هو حكالك إنه اتقتل بعدها، يبقى عدل فأمن فنام إزاي، حكالك الشيخ إن الراجل إللى قال الجملة دي هو المتهم الأول بقتل عمر وهو بيصلي في الجامع".

وواصلت شططك بالإدعاء قائلا: "وهل الشيخ قالك إن ابن عمر خرج بعد لما عمر اتقتل، وراح قتل المتهم بقتله وبنته وابنه بدون حساب أو قصاص، وإنه كان المفترض يفرض عليه القصاص ويتقتل، وإن عثمان بن عفان عفا عنه ومنفذش فيه القصاص، إذن كل قصص المشايخ وهمية وغير حقيقية".. "تنوريك مزغلل عنينا قبل تكوين ما تبدأ يا أبو خليل".

* يوسف زيدان

قلت منذ أيام أن تكوين لا تستهدف معاداة الإسلام أو الأزهر أو الكنيسة، أو الدخول في مهاترات المجادلة مع الذين يتكسَّبون بالعقائد الخرافية، ويخدعون البسطاء بخبث، وتناسيت أنك دائم السير على مثل "خالف تعرف"، مثل العشرات من مدعي التنوير.

فلا أدرى كيف لا تنوى مهاجمة الإسلام، وقد سبق لك الطعن في ثوابته وتحليل الخمر، وقلت نصا "أن شرب النبيذ عند الأحناف حلال، وعند الشافعية حرام، وأن مذهب مصر الرسمي هو الحنفية، والفعلي هو الشافعية، ومن ثم فإن شرب النبيذ حلال".

كما إدعيت أن "عمر بن الخطاب أوقف نصا قرآنيا وحكما شرعيا، حتى ينقذ الناس من الدماء"، ووصفت عبد الملك بن مروان بالسافل واتهمته بأنه قام بهدم الكعبة مرتين، وبناء مسجد قبة الصخرة لتوجيه المسلمين للصلاة فيه كبديل عن الحج الذي اعتبره الصحابة ومعهم ابن تيمية كلام فاضي.. "تنويري تنويري يا جو".

الجريدة الرسمية