رئيس التحرير
عصام كامل

أمجاد القيامة

لقد قام السيد المسيح له المجد حيًا ومحييًا، قام لا لذاته بل لنا جميعًا ليمحننا الحياة الأبدية الدائمة إلى أبد الأبدين، لأن المسيح ليس إنسانًا مجردًا، ولكنه قدوس ومتجسدًا في شكل الإنسان، فلذلك لم تكن قيامته حدثًا تاريخيًا فحسب، بل أيضًا هي حدث أبدى، فالمسيح اليوم قائم مثلما كان يوم الأحد العظيم، وقد رآه يوحنا الرائي “خروف قائم كأنه مذبوح” (رؤ 6:5). 

 

وذلك لأن كل أعمال الله تبدأ ولا تنتهى. فالكنيسة تحتفل بهذه القيامة الدائمة، باحتفال دائم يتمركز فى عيد القيامة ويمتد بطول الخمسين المقدسة ثم يستمر أسبوعيًا باكر كل أحد ويوميًا فى صلاة باكر وكأنها تلقننا سر المسيح الذى بقيامته المقدسة دخل بنا، وأدخلنا إلى الأبدية. فالخمسين يومًا المقدسة محسوبة فى ضمير الكنيسة كأنها يوم واحد طويل بلا ليل ولا زمان.. 

 

هو يوم أحد ممتد عبر العصور والأجيال، فهو عربون الحياة الأبدية، فالكنيسة بحسها الروحى تعطينى مجد القيامة فى احتفالتها خلال الخمسين يومًا بعد هذا العيد العظيم لقيامة المسيح من بين الأموات، ولا ننشغل خلال هذه المدة باحتفالات أعياد الشهداء والقديسين، ولا بأي طقس آخر سوى المسيح القائم وهنا نتذوق هذه الأبدية السعيدة لنشهد بعظمة وطهارة وخلود الملكوت الذى فينا..

 

 

فنحن هياكل الله القدوس وروح الله يسكن فينا، وملكوت الله داخلنا، بذلك تعودتنا الكنيسة بتذكار القيامة فى كل أسبوع؟، لكى نتذوق حياتنا الأبدية من جديد في صلاة القداس الإلهي لكى نتحد بالمسيح القائم من خلال الأسرار المقدسة، وهكذا صارت القيامة هدفًا واضحًا للقديسين إذ يضعونها أمام أعينهم، فصارت حياتهم على الأرض هي حياة استعداد للفردوس، ولذلك علينا أن ننتبه إلى حياتنا، ولا نهمل خلاصًا للأبدية، وهكذا نكون كل حين مع الرب فرحين. المسيح قام، بالحقيقة قام.

الجريدة الرسمية