رئيس التحرير
عصام كامل

مي عبد الرحمن تكتب: الأوبرا ترفع شعار"كله للإيجار"، أزمة عقود الفنانين وفوضى الوظائف وسيطرة الأصدقاء تهدد الثقافة المصرية

نيفين الكيلاني وزيرة
نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة

 إذا كانت دار الأوبرا المصرية هى العنوان الأبرز للانضباط الإدارى والفني والثقافي، وإذا كانت دار الأوبرا فى نسختها الأولى والثانية هى العنوان الأبرز للإسهام الحضاري والثقافي المصرى، وإذا كانت دار الأوبرا في مجمل تاريخها هى واحدة من أقوى أدوات القوى الناعمة المصرية، فإن ما يمر به هذا الصرح المصري العملاق يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن " الفوضى " أصبحت هى العنوان الأكثر سيطرة على المشهد.

فى السطور القادمة نتناول بإيجاز دون إطناب، عددًا من القضايا الحاسمة داخل دار الأوبرا المصرية منذ تولى الدكتورة نيفين الكيلاني حقيبة وزارة الثقافة، لنطرحها أمام الوزيرة لعلنا في هذه المرة نتلقى ردًا يعزز موقفها ويزيل من ظنوننا هواجس ومخاوف باتت تشكل- من وجهة نظرنا- أمرًا غاية فى الخطورة.

كله "للإيجار" داخل دار الأوبرا المصرية

 ما يحدث داخل دار الأوبرا المصرية مؤخرا أصبح يفوق الخيال، فتخيل معي أن هذا الصرح الكبير والمنارة الثقافية التي بناها الخديوي إسماعيل عام 1869 فى حى الأزبكية، ثم إعادة إنشائها في جزيرة الزمالك عام 1988 بعد احتراقها عام 1971، لتقدم طوال تاريخها الأول والثاني الفنون الرفيعة وتنافس كبريات الأوبرات العالمية بل هى واحدة من أهم دور الأوبرا في محيطها الإقليمي والدولى، تحولت الآن إلى ما يمكن وصفة بـ "الإيجار" يعرض بضاعة “كل من هب ودب”، بـ 300 ألف جنيه أصبح يؤجر المسرح الكبير دون النظر إلى المحتوى الذى سيقدم على خشبة هذا الصرح التاريخي بعدما كان لا يجرؤ أحد أن تطأ قدماه خشبة المسرح إلا بشروط.

وليس المسرح الكبير فقط ما يؤجر بل أصبح كل شيء للإيجار داخل دار الأوبرا المصرية من آلات موسيقية وفرق موسيقية وخلافه.

 

أزمة عقود الفنانين وتدني الأجور بالأوبرا

 منذ سنوات ويعانى الفنانون العاملون بدار الأوبرا المصرية من تدنى الأجور التى يحصلون عليها، إلى أن أصبحوا الآن يتقاضون أقل من الحد الأدنى للأجور، فهناك فنانين يتقاضون من 1500 إلى 2000 جنيه شهريًا، وقادة أوركسترا يتقاضون أقل من 6 آلاف جنيه شهريًا، هذه الأرقام لن تجدها فى أي دولة فأقل عازف فى دول أخرى يحصل على 1000 دولار شهريًا.

أزمة تدنى الأجور هي مفتاح لغز هجرة كثير من العازفين للدار والبحث عن المشاركة فى حفلات خارج البلاد وتفريغ هذا الصرح الفني والثقافي من مبدعيه، وهذا كان أحد أسباب استقالة المايسترو ناير ناجى من الأوبرا كمدير للأوركسترا عندما لجأ للدكتور خالد داغر الرئيس السابق لدار الأوبرا، لحل أزمة سفر العازفين لكنه لم يتلق ردًا ولم يحرك ساكنًا.

ولم تكن استقالة المايسترو ناير ناجى هي رد الفعل الوحيد، بل قام مجموعة من الفنانين البالية والأوركسترا والمغنيين بوقفة احتجاجية مطالبين داغر بالحصول على حقوقهم المالية ورفضوا الصعود إلى المسرح.

تدنى الأجور ليست المشكلة المالية الوحيدة التي يعانى منها الفنانون، ولكن ظهر مؤخرا أزمة جديدة خاصة بـ "عقود الفنانين" فيما يتعلق - ببند نهاية الخدمة – حيث تم إجبار مجموعة من العاملين على الإمضاء على نصف شهر مكافأة وعقود أخرى اختفى منها هذا البند، وهذا ما يخالف قانون العمل.

 

فوضى الوظائف وكعكة المناصب فى دار الأوبرا

 "تسيير الأعمال" و"الجمع بين منصبين" – في أحيان أخرى- أصبحت هي الشعارات السائدة في قطاعات وزارة الثقافة منذ تولى الدكتورة نيفين الكيلاني حقيبة وزارة الثقافة، دون معرفة السر وراء ذلك، فهل نضبت أكاديمية الفنون والمسرح والجامعات من قياداتها ؟!

ومن المثير، أن دار الأوبرا المصرية منذ رحيل الدكتور مجدي صابر وهى بلا رئيس، فالدكتور خالد داغر كان قائما بعمل رئيس الدار، واختارت الكيلاني الدكتورة لمياء زايد الرئيس الحالى لدار الأوبرا لتسيير الأعمال لمدة 6 أشهر أى إلى أن ينتهى الموسم الفني للأوبرا.

وعلى الرغم من تكريس "التكويش الوظيفي" في وزارة الثقافة، إلا أن مفاصل إدارات الأوبرا شاغرة، فقد قاربنا على عامين والبيت الفنى بالأوبرا بلا رئيس، أيضا منذ أكثر من 3 أشهر وأوركسترا الأوبرا بلا مدير، ولكن فى نفس الوقت يشرف عليهما المايسترو نادر عباسي- تحت مسمى المشرف العام – دون أن يقدم عملا إداريا واحدا. ولا ننسى مركز تنمية المواهب والذى يسير أعماله الدكتور سامح صابر عميد معهد النقد الفني السابق.

الأكثر دهشة، فك وظيفة جيهان مرسي مدير مهرجان الموسيقى العربية السابق، بأربعة أشخاص وأربعة وظائف وهم: أماني السعيد رئيس الإدارة المركزية للموسيقى العربية، تامر غنيم مشرف عام على الموسيقى العربية، رنا طموم مدير الموسيقى العربية، والمايسترو هانى فرحات مدير مهرجان الموسيقى العربية.

ومن عجائب القدر، أن يحصل الأستاذ أحمد سعودي على درجة مدير عام مكتب رئيس دار الأوبرا المصرية بجانب مجموعة الوظائف والإدارات الأخرى التي يشغلها، أيضا تتولي الأستاذة منى رفلة إدارة الاوركسترا والكورال والبالية لمدة 12 عاما متواصلة، ثم تطرح الأوبرا إعلانا للوظيفة فتتقدم السيدة إليها من جديد بعد طلب أحد القيادات منها ذلك، لتشغلها لمدة جديدة.

 

سيطرة أصدقاء وزيرة الثقافة على هيئات الوزارة

إذا كان البعض يحاول الصيد فى الماء العكر، متهما سيادة الوزيرة بأن ترمومتر اختياراتها لقيادات وزارة الثقافة ينصب حول أصدقائها ومعارفها، مشيرين على سبيل المثال إلي المايسترو نادر عباسي والذي تجاوز الـ63 عاما، وأصبح المشرف العام على البيت الفنى بالأوبرا وآيضا مدير الأوركسترا، والتعاقد معه تحت مسمي – القائد الأساسي لدار الأوبرا المصرية – وهو العقد الأول في تاريخ الأوبرا تحت هذا الاسم، بالإضافة إلي إشرافه علي تأسيس أكاديمية ومعهد موسيقي وأوركسترا فى المملكة العربية السعودية، وكل هذه المهام التى يحصل منها على نواحي مالية، تحتاج إلى التفرغ التام خصوصا وأن المايسترو نادر عباسى طول الوقت خارج البلاد لارتباطه بحفلات.

أيضا كلفت الدكتورة نيفين الكيلاني الدكتور سامح صابر بعمادة معهد النقد الفني – وكان قد خسر قضيته أمام القضاء الإداري- للعودة إليه، وفور احالته على المعاش وفي اليوم ذاته أصدرت قرارا بتوليه رئاسة مركز تنمية المواهب بالأوبرا، وكذلك اختيار الدكتورة لمياء زايد عميد معهد البالية بأكاديمية الفنون، لتسيير أعمال دار الأوبرا لمدة 6 أشهر.

فإننا من وجهة نظرنا لا نعوّل على مثل هذه الشائعات التى أحاطت باختيارات الوزيرة فوفق حقها الدستوري يجوز لها أن تختار من تشاء وقتما تشاء، شريطة تحقيق الأهداف المرجوة في قطاعات وزارة الثقافة المختلفة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية