رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا كسبت قضية فلسطين من طوفان الأقصى!

قضية فلسطين تعود لصدارة الاهتمام الدولي بعد عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في عقر دار الاحتلال الإسرائيلي، في 7 أكتوبر 2023، لم تكن مجرد عملية عسكرية عابرة للقدرات الإسرائيلية بل تخطتها إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير؛ ذلك أن تلك العملية كانت نوعية ومختلفة ومؤلمة عما جرى خلال السنوات الماضية.. 

 

وهو ما يفسر ردة الفعل الإسرائيلية الغاشمة والمتهورة التي تجاوزت دائرة الدفاع عن النفس إلى الانتقام الجماعي، بقتل نحو 12 ألفًا من المدنيين وإصابة عشرات الآلاف أغلبهم من الأطفال والنساء، على مدى أكثر من 40 يومًا من العمليات العسكرية لجيش مدجج بأحدث منظومة تسليح وتدمير، لكنه لم يستطع اقتحام نفق واحد في غزة ولا الإمساك بمقاوم واحد أسيرًا رغم المواجهات الضارية والالتحامات من النقطة صفر!

  
طوفان الأقصى نقلت المعركة وللمرة الأولى لعقر دار الكيان الإسرائيلي، وزلزلت الثقة في جيشه المتغطرس وأجهزته الأمنية وموساده، الذي ملأ الدنيا ضجيجًا بالقدرة على السيطرة والهيمنة والذراع الطولى.. 

إصلاح النظام الدولي

ناهيك عن إعادة قضية فلسطين لصدارة المشهد العالمي وزيادة الوعي الدولي بالقضية، وخروج  مظاهرات حاشدة غير مسبوقة في الغرب تدعو لوقف إطلاق النار في غزة والكف عن قتل المدنيين الأبرياء وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه التاريخية.. 

 

ناهيك عما فعله طوفان الأقصى من إحياء للروح الوطنية الفلسطينية، وتعزيز الشعور بالوحدة بين الفلسطينيين. ولاشك أن الفيتو الملعون تسبب دائمًا وأبدًا في إخفاق مجلس الأمن في حل مشكلات العالم.. فكيف لخمس دول أن تتحكم في مصاير هذا العالم.. 

 

وكيف تكون خصمًا وحكمًا في الوقت نفسه.. كيف تتخذ من قرارات المجلس غطاءً لنهب ثروات الدول المستضعفة، وسلب مقدراتها كما جرى للعراق وليبيا وسوريا.
 

لم يعد مستساغًا أن توظف الدول الخمس عضويتها بمجلس الأمن لفرض الهيمنة وتكريس الصراعات وتصفية الحسابات على الساحة الدولية، ومنح امتيازات لدول هنا وسلب مقدرات دول هناك.. 

 

فكيف لهذا المجلس أن يغض الطرف عن فضح انتهاكات دول معروفة برعايتها وتمويلها للإرهاب، وتسعي لتمزيق أواصر الدول العربية وتقسيمها على أسس طائفية وعرقية والزج بها في أتون حروب أهلية تضيع بسببها دول وتتشرد بفضلها شعوب.


وفي سياق كهذا يبدو إصلاح النظام الدولي فريضة واجبة إذا ما أريد استعادة مصداقيته وتأثيره في إقرار العدالة والأمن في العالم، وهو ما لن يتحقق إلا بإصلاح منظومة الأمم المتحدة ومجلس الأمن.. كما طالب الرئيس السيسي بتوسيع عضوية المجلس لكسر احتكار القوة من جانب دول بعينها.. 

 

 

وإلى أن يتحقق هذا الرجاء فليس أمام العرب إلا تقوية أنفسهم واستعادة قوتهم الذاتية كأمة واحدة تحرص على تنمية شعوبها علميًا وصحيًا، وتحقيق التكامل بين أقطارها في جميع المجالات، وإنشاء قوة عربية مشتركة للردع والدفاع عن مصالحهم الإستراتيجية، إذا أردنا أن يكون لنا شأن في هذا العالم.. فهل يتحرك العرب قبل فوات الأوان؟!

الجريدة الرسمية