رئيس التحرير
عصام كامل

أقنعة أمريكا والنظام الدولي تتساقط في غزة!

في ظل عجز المنظومة الدولية عن وقف المجازر في غزة يصبح السؤال: هل تصلح منظومة الأمم المتحدة بحالتها الراهنة لإدارة العالم اليوم؟! هل من المقبول استمرار مجلس الأمن بتركيبته الظالمة، وآلية اتخاذه للقرارات الحاكمة للعالم والتي يشوبها عوار كبير وظلم فادح للشعوب المستضعفة لحساب خمس دول كبرى باستطاعة واحدة منها أن تشهر سلاح الفيتو لشل حركة هذا المجلس وتعطيله عن ممارسة واجبه في حفظ السلم والأمن الدوليين؟!

 

ألم تثبت حرب غزة فشل هذا المجلس وعدم صلاحيته لتحقيق العدالة الدولية ونصرة المستضعفين؟ هل من العدالة غياب تمثيل دائم وفعال لقارة بأكملها بحجم أفريقيا وطائفة كبيرة من الدول الإسلامية والعربية تزيد على عدد الولايات الأمريكية؟ إلى متى يظل الفيتو سلاحًا مصلتًا على رقاب الضعفاء وأداة للفشل وليس آلية لضمان التعايش السلمي في العالم؟!

 

ماذا ينتظر العالم الحر حتى يتنادى لإصلاح الأمم المتحدة ومجلس أمنها لصياغة عقد دولي جديد تتعايش بمقتضاه دول العالم في أمن وسلام؟ ألم تكن الحرب العالمية الثانية سببًا مباشرًا في تحول النظام العالمي من عصبة الأمم إلى الصيغة الحالة للأمم المتحدة بمنظماتها وآلياتها المختلفة وفي القلب منها مجلس الأمن؟ 

طوفان الأقصى والأمن الإسرائيلي

فماذا ينتظر العالم لتصويب مسار منظومته الأممية؟! هل ينتظر حربًا عالمية ثالثة تكاد البشرية تنزلق إليها دون أن تدرى إذا ما تركت قضية فلسطين دون تسوية عادلة وشاملة، وفي ضوء أخضر ودعم أمريكي فاضح لعربدة إسرائيل؟!


أحداث غزة كاشفة لحقائق كثيرة جرى تغييبها عمدًا؛ فالقوة الباطشة هى وحدها من يحكم العالم، والحق تلزمه قوة تحميه؛ وقد فرط العرب للأسف فيما يملكون من أوراق ضغط كانت قديمًا ناجحة ورادعة لكنهم للأسف لم يعودوا قادرين على توظيفها لخدمة مصالحهم الكبرى.. 

 

رغم أنها لا تزال بأيديهم؛ وهو ما بدا واضحًا في مخرجات وقرارات القمة العربية الإسلامية الأخيرة التي جاءت دون طموح الشعوب وتطلعها نحو مستقبل أكثر أمانًا وعالم عربي إسلامي أكثر التحامًا وتكاملًا وقوة وردعًا!


لقد سقطت الأقنعة مع طوفان الأقصى وبات واضحًا أن الأسرة الدولية بوضعها الحالى غير قادرة على إنصاف المظلومين أو وقف شريعة الغاب والجرائم التي تمارسها إسرائيل بحق شعب أعزل أكثر ضحاياه من النساء والأطفال.    


لقد أسقط طوفان الأقصى أقنعة الغرب وفضح ازدواجية معاييره في التعامل مع ضحايا الحروب؛ فبينما انتفض ليساعد أوكرانيا بكل وسيلة؛ بالسلاح والمال والدعم السياسي واللوجيستى في مواجهة روسيا.. وفي المقابل نراه يدعم الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على مدنيين أبرياء في غزة بلا خجل ولا مواربة.. 

 

في تناقض صارخ بين ما كان يدعو إليه طوال الوقت من دفاع مستميت عن القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان ومواثيق القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف التي تلزم دولة الاحتلال بالحفاظ وحماية أرواح المدنيين تحت سلطة الاحتلال.. 

 

 

كما حطّم طوفان الأقصى كل نظريات الأمن الإسرائيلية وفضح هشاشة دوائرها الأمنية والعسكرية والتي جرى اختراقها بأدوات بدائية، وربما ذكية بلغت حد إحتلال مبان ومعابر ومستوطنات والعودة بأسرى!

الجريدة الرسمية