رئيس التحرير
عصام كامل

بيومي ليس خائنًا وسلام ليس بطلًا !

أكدنا من قبل عبر عدد من المقالات السابقة على أهمية أن يضطلع الفنان بدور مؤثر وفاعل في قضايا مجتمعه ووطنه وأمته، وأن تكون له وجهة نظر واضحة في القضايا الحيوية، وذلك من خلال مواقفه المعلنة وغير المعلنة أو تصريحاته أو تصرفاته إلى آخره.. 

 

وقد كشفت الأحداث الأخيرة منذ بدء عملية طوفان الأقصى التي يخوضها  أبطال أهل غزة في مواجهة الكيان الصهيوني وسياسة الإبادة الجماعية لهم، عن معادن ومواقف العديد من أهل الفن محليًا وعربيًا وعالميًا، والتي جاء معظمها في جانب الحق الفلسطيني بعدة صور.. 

 

ولعل من أبرز هذه المواقف والتي أثارت ومازالت جدلًا واسعًا في الأوساط الفنية والإعلامية، هو اعتذار الفنان محمد سلام عن أحد العروض المسرحية بموسم الرياض تضامنًا مع أهل غزة.
ورغم التأييد والدعم الكبير الذي ناله محمد سلام إلا أن بعض الفنانين منهم بيومي فؤاد استنكر هذا الموقف وهاجم سلام بل وتطوع  بالدفاع عن موقفه وموقف كل الفنانين المشاركين في موسم الرياض..

 

زاعمًا أنهم لم يأتوا لغرض المال بل لتقديم الفن المصري الهادف! وهو ما أقام الدنيا ولم يقعدها حتى الآن ضد بيومي، حيث هاجمه العديد من أهل الفن متهمينه بتغليب المصلحة المادية فوق كل اعتبار وأنه لا يقدم فنا هادفا ولا يمثل الفن المصري من قريب أو من بعيد!


الظاهرة البيومية


رغم تحفظي الشديد على موقف بيومي فؤاد هذا غير عابئ بما يحدث لأهل غزة من مجازر، إلا أنني لم أصب بالدهشة من موقفه هذا الذي أراه يتماشى ويتماهى تمامًا مع قناعاته الشخصية وسلوكياته ونهجه الفني ونظرته للفن، التي لا تقيم وزنًا للقيمة  الفنية التي تقدم بل تضع نصب عينيها القيمة المادية التي تجنيها طوال الوقت دون توقف أو اكتفاء! 

 

وهذا ما يعكسه المشوار الفني ل بيومي فؤاد خاصةً في السنوات الخمس الأخيرة التي وصل فيها إلى ذروة شهرته وتصارع المنتجون والموزعون عليه للفوز بوجوده في أعمالهم لا سيما السينمائية منها ولو لبضع مشاهد حتى ولو كانت مقحمة في العمل ودخيلة عليه!  

 

وتفاقمت هذه الظاهرة البيومية مع تنامي السوق السينمائي السعودي بقوة والذي يعد بيومي أحد المفضلين دائمًا له! حيث أصبح من النادر أن تجد فيلمًا  يعرض بالسعودية لا يكون فيه ولو كضيف شرف! 

 

ولم يقتصر الأمر على السينما فقط بل تعداه إلى التليفزيون والمسرح أيضًا، من خلال  منصة شاهد وموسم الرياض الذي يشارك فيه فؤاد كل عام وها هو بعد أن انتهى من عرض زواج اصطناعي يشارك  حاليًا في عرض جديد بعنوان تطبق الشروط والأحكام مع أكرم حسني ويتقاضى 50 ألف دولار في ليلة العرض الواحدة!


والحقيقة أن بيومي فؤاد الذي لا أنكر أنه يمتلك الموهبة ويتمتع بحضور وقبول كبيرين عند الجمهور، يحاول أن يعوض سنوات الشقاء والصعلكة الفنية بقبول أكبر عدد من الأعمال التي تعرض عليه دون تفكير وأشد ما أدهشني أنني قرأت تصريحا سابقت له ردًا على اتهامه بقبول كل ما يعرض عليه، يقول فيه إنه يوافق على ربع ما يعرض عليه فقط!

 

وأنا لا ألومه فهذا حقه يمثل ما يشاء بصرف النظر عن قيمة ما يقدم فهذا متروك للجمهور ولا عزاء للنقاد! ومن حقه أيضًا أن يجامل ويمدح أي جهة أو دولة أو شخص أيًا كان؟! ولكن الذي ليس من حقه تمامًا أن يهاجم زميلا له ويقول له أنت تهين الفن! فعلى أي فن يتحدث؟ 

 

وليس من حقه كذلك التحدث باسم الفن المصري الذي له تاريخه وريادته ومكانته الكبرى في الوطن العربي، خاصةً وأن معظم ما يقدمه فؤاد لا يصنف في خانة الفن المصري الحقيقي الهادف الذي تربينا وكل الدول العربية عليه.. 

 

ومازال يشع ويتوهج وإن كان يمر بفترات تراجع طبيعية منذ سنوات لأسباب عديدة، استعرضناها بالتفصيل في مقالات سابقة، ولكنه حتمًا سيعود كما كان قريبًا أو بعيدًا كأحد أهم أدوات القوة الناعمة لمصرنا الحبيبة.


حملة مرفوضة


أخيرًا ورغم كل شيء فأنا ضد ما يتعرض له بيومي فؤاد حاليًا من حملات هجوم شرسة عبر وسائل التواصل الاجتماعي آفة كثير من المشاكل والأزمات التي تحدث، وصلت هذه الحملات إلى حد التجريح والسب والقذف والتشويه والمطالبة بشطب عضويته في نقابة المهن التمثيلية! 

 

ومقاطعة كل أعماله وعدم التعامل مع المشاريع التي يمتلكها أو يشارك فيها من مطاعم وكافيهات، وهو ما جعله يغلق حسابه على الفيسبوك بعدما انسحب من متابعته أكثر من مليون متابع، ويتردد أيضًا أن عدد كبير من المنتجين في سبيله إلى إلغاء التعاقد مع بيومي خوفًا من مقاطعة  أعماله من قبل الجمهور!

 


وأرى بكل وضوح أن موضوع بيومي -سلام أخذ أكثر مما يستحق إعلاميًا وجماهيريًا، فلا تذبحوا بيومي فؤاد ولا تجعلوا محمد سلام بطلًا قوميًا! فيجب التوقف عن التعرض لهذا الأمر فورًا الذى صار سخيفًا وليس مقبولًا خاصةً في ظل الظروف والأوضاع التي نكابدها حاليًا من حروب وفي مقدمتها حرب غزة وما يتبعها من أخطار محدقة بالمنطقة كلها ومن أزمات اقتصادية طاحنة خانقة ومن ثم يجب العمل بقوة على تجاوزها!
استفيقوا يرحمكم الله!

الجريدة الرسمية
عاجل