رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا كسبنا؟!

رفعنا معدل الفائدة عدة مرات فماذا حققه لنا ذلك؟! هذا السؤال يتعين على إدارة البنك المركزى أن تطرحه على نفسها ، حتى تتبين كم كسبنا وكم خسرنا من اللهاث وراء الفيدرالى الأمريكى في رفع أسعار الفائدة. 


دعنا من الحجة التى تقال إن ذلك ما تفعله البنوك المركزية لدول عديدة غيرنا، ولنذكر أنفسنا أن رفع أسعار الفائدة هو سلاح البنوك المركزية الأساسى لكبح جماح التضخم والسيطرة عليه عندما ينفلت.. فهل هذا ما حدث عندنا أم العكس.. هوالصحيح وأن معدل التضخم لدينا ارتفع ومازال يرتفع ولم يتوقف عن الارتفاع رغم قيامنا برفع معدل الفائدة لدينا بنِسَب أكثر مما يرفع به الفيدرالى الأمريكى معدل الفائدة.

 
أن أحد الأسباب الأساسية لانفلات التضخم في البلاد يرجع للانخفاض الذى تعرض له الجنيه المصرى خلال عام مضى، وبالتالى السيطرة على التضخم لا يجدى معها هنا رفع أسعار الفائدة، وإنما وقف تراجع الجنيه الذى يفيد هنا، اللهم إلا إذا كنّا نرفع أسعار الفائدة لأسباب أخرى أخشى أن يكون منها الرغبة في اجتذاب الأموال الساخنة مرة أخرى لأسواقنا كما فعلنا بعد تعويم الجنيه عام 2016، نظرا لأننا لم نتخذ قرارات شجاعة بخصوص تخفيض استيرادنا من الخارج.

 


نحن لم نكسب شيئا من رفع أسعار الفائدة حتى الآن.. حتى الأموال الساخنة لم نجتذبها مجددا، رغم مخاطرة العودة للاعتماد عليها مجددا وتعريض أنفسنا لصدمة انسحاب جديدة من أسواقنا كما فعلت العام الماضى.. بل على العكس نحن أضفنا مشكلة لأنفسنا تتمثل في زيادة أعباء الديون الداخلية، وبالتالى زيادة أعبائه على الموازنة التى أسهمت في زيادة عجزها.. ونحن نعرف أن الزيادة في عجز الموازنة تزيد التضخم ولا تخفضه!

الجريدة الرسمية